أربيل.. القريبة الغريبة
دعاء يوسف
رغم أن أربيل جزء من العراق، إلا أنك ما إن تصلها حتى تشعر وكأنك غادرت البلاد إلى عالمٍ آخر. إنها المدينة التي تجعلك تتساءل بدهشة: كيف يمكن أن تكون بهذه القرب وهذه الغرابة في آنٍ واحد؟ في أربيل، النظام ليس شعاراً بل سلوك يومي. النظافة ملموسة في الشوارع، والهدوء يلف الأحياء، والقوانين تُطبَّق على الجميع دون استثناء. الحكومة هناك قوية ومنظمة، والعدالة واضحة في التعامل مع المواطنين والمقيمين على حد سواء، فلا فرق بين أحدٍ وآخر إلا بالالتزام بالقانون.
هي مدينة الأمان والتعايش السلمي، حيث تتجاور أطياف المجتمع العراقي مع جنسياتٍ مختلفة من الشرق والغرب، يعيشون معاً بانسجام واحترام متبادل. المقاهي والأسواق تزدحم بوجوهٍ من ثقافاتٍ متعددة، لكن الجميع يتشاركون الشعور ذاته: أنك في مدينةٍ آمنةٍ ومنظمةٍ تحترم الإنسان.
أربيل ليست بعيدةً جغرافياً عن بغداد أو البصرة، لكنها بعيدةٌ في أسلوب الحياة والتنظيم والإدارة. هي القريبة الغريبة التي نجحت في أن تكون نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه مدن العراق، إذا ما اجتمع النظام والإرادة وحب الحياة.