ميسان تخطط لإنتاج شتلات نوعية ضمن مشروع مواجهة التصحر
كربلاء: زراعة ألف شجرة مقاومة للظروف المناخية
ميسان - علي قاسم الكعبي
كربلاء- ياسر الشمري
اطلقت جمعية نحالي كربلاء التخصصية٬ إحدى الجمعيات التابعة للاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في المحافظة٬ حملة لزراعة شتلات أشجار اليوكالبتوز الرحيقية بين المدارس في أقضية ونواحي كربلاء٬ ضمن جهود نشر وتشجيع ثقافة التشجير٬ ومواجهة التصحر٬ بمشاركة طوعية من أعضاء مجلس إدارة لجمعية.
وقال رئيس الجمعية٬ علي عبد المهدي المرشدي٬ في تصريح انه (بجهود ذاتية باشرت الجمعية بجمع مبلغ مالي لبدء الحملة السادسة الربيعية والخريفية التي تنفذها كل عام).
غطاء نباتي
مبيناً ان (هذه الحملة اقتصرت على زرعة الف شجرة يوكالبتوز٬ توزع بين الأخوة النحالين والمهتمين بالتشجير٬ كما يوزع عدد منها بين بعض مدارس المحافظة)٬ واضاف المرشدي ان (الحملة تأتي بهدف نشر ثقافة التشجير وتعزيز الغطاء النباتي٬ لمواجهة الظروف المناخية الصعبة).
وسجلت كربلاء٬ تراجعاً كبيراً في إنتاجية العسل٬ مرجحة ذلك الى تغيرات المناخ التي اثرت على عموم العراق. واكد رئيس الجمعية في تصريح تابعته (الزمان) امس (انخفاض إنتاج العسل في كربلاء وصل الى نصف ما تم انتاجه خلال العام الماضي٬ أي بنسبة 50 بالمئة٬ جراء تغيرات المناخ التي واجهت النحالين خلال الموسم)٬ مشيراً الى (مرور موسم صعب على جميع نحالي العراق٬ وكربلاء بشكل خاص)٬ وتابع المرشدي ان (شهدت المحافظة قلة في الإنتاج وارتفاعاً في نسب هلاك الخلايا التي تتراوح بين 30 الى 40 بالمئة٬ الأمر الذي انعكس تقليل معدلات إنتاج العسل)٬ على حد قوله٬ مرجحاً أسباب التراجع إلى (التغيرات المناخية وقلة المياه٬ ما اضطر النحالين إلى توفير المياه للمناحل عبر صهاريج خاصة)٬ ولفت إلى أن (جميع هذه الظروف أدت إلى تراجع الإنتاجية٬ وعزوف عدد من المربين والهواة عن الاستمرار في هذه المهنة)٬ وأوضح المرشدي ان (تراجع أعداد النحل يؤدي على المدى البعيد إلى انتكاسة في القطاع الزراعي)٬ مطالباً وزارة الزراعة والجهات المعنية٬ (بوضع خطة مشتركة تمتد لخمس سنوات على الأقل ، تتضمن إيجاد بدائل وحلول لمشكلات المياه والمناخ ، وتحديد أصناف الأشجار الرحيقية المناسبة للزراعة، إلى جانب العمل على إكثار أنواع النحل القادرة على التكيف مع الظروف المناخية الصعبة). وتتجه وزارة الزراعة٬ الى تنفيذ مشاريع تدعم مواجهة ازمة التصحر، مشيرة الى اعتماد آلية جديدة في عمليات السقي ومنع هدر المياه. وذكر مدير عام دائرة الغابات ومكافحة التصحر في الوزارة، بسام كنعان، امس ان (التصحر يعد أحد أبرز التحديات البيئية التي تواجه العراق)٬ مبيناً ان (الدائرة تعمل على تنفيذ عدة مشاريع وبرامج٬ للحد من هذه الظاهرة)٬ واوضح كنعان ان (هذه المشاريع تساعد على تكثيف الغطاء النباتي ومقاومة التصحر٬ وابرزها مشروع تثبيت الكثبان الرملية في ذي قار٬ وقضاء بيجي في صلاح الدين، بالاعتماد على السواتر الترابية والتغطية الطينية لها، ثم المعالجة البيولوجية عبر زراعة أشجار وشجيرات مقاومة للظروف المناخية القاسية٬ الى جانب برامج منها إكثار زراعة أشجار البولونيا، بذور النباتات الطبية والعطرية٬ الأعلاف، والنباتات الرعوية لإعادة تأهيل المراعي وحماية التربة من التعرية).
منوهاً الى ان (وزارة الموارد، تعد شريك أساسي في جهود مكافحة التصحر، خصوصاً في ما يتعلق بالآبار الارتوازية والخطة الزراعية المشتركة التي تقر في كل موسم)٬ واضاف كنعان ان (معالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها في الزراعة٬ تمثل أحد الحلول المهمة لمعالجة شح المياه).
مشكلة التصحر
على صعيد متصل٬ تسعى مديرية زراعة ميسان٬ الى تنفيذ مشروع٬ يهدف الى زراعة مليون شتلة في المحافظة، ضمن مساعي المحافظة الرامية لزيادة الغطاء النباتي٬ ومواجهة مشكلة التصحر. وقال مدير زراعة ميسان، ماجد جمعة، في تصريح امس ان (المديرية أعدت كشوفات وخطة متكاملة لتنفيذ المشروع٬ بمجرد توفير التخصيصات المالية اللازمة٬ بما يضمن نجاح المبادرة)٬ بحسب تعبيره٬ وعبر عن (امله في الحصول على دعم حكومي لإنتاج الشتلات المتنوعة٬ شاملة أشجاراً دائمة الخضرة وأخرى معمرة)٬ وأضاف جمعة انه (يأتي هذا المشروع في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الجهات المعنية في المحافظة٬ لتحسين البيئة المحلية ومكافحة آثار التغيرات المناخية). يذكر ان (ميسان وعدد من المحافظات باشرت بعدة مشاريع لتحسين الواقع البيئي٬ والتصدي لتحديات المناخ).