تنوعنا ..والمعادل الوطني العراقي

عبدالهادي البابي

طلب مني  أحد الاصدقاء المقربين المساعدة  في ردم الفجوة الحاصلة بينه وبين خطيبته أثر مشادة تطورت الى خلاف فقطيعة, كان  طلبه أن أكتب شيئا مؤثرا يحنن قلبها ويجعلها تعود اليه نادمة صاغرة على أن أضع اسمه وتوقيعه على النص الذي أكتبه.ترددت كثيرا في قبول الطلب فقد كنت مشغولا ولا أملك الوقت الكافي, لكنني وافقت في النهاية خاصة انها المرة الاولى التي يطلب فيها مني  خدمة, ومن أجل ذلك طلبت منه كل المعلومات المتعلقة بطبيعة خلافهما, مع كل ما يتعلق بشخصية المرأة وطباعها ومستوى تعليمها وتحصيلها الدراسي لأتمكن من اختيار ما يناسبها من اسلوب  يجعلها تقرر في النهاية العودة اليه.

وبعد أن حللت شخصية خطيبته وفق المعطيات المتوفرة شرعت بمراجعة  عشرات النصوص الادبية التي تصف حالة القطيعة والزعل بين حبيبين, حتى وقعت عيناي على نص شعري غاية في الروعة للشاعر  بدر شاكر السياب, وقلت خلص وجدت ضالتي, وسيكون هذا النص هو ما يناسب صاحبي فمن غير المعقول ان اكتب شيئا أجمل مما جاء في هذا النص من قصيدة سراب:

 سنمضي ويبقى السراب

وظل الشفاه الظماء

يهوم خلف النقاب

وتمشي الظلال البطاء

على وقع أقدامك العارية

إلى ظلمة الهاوية

وننسى على قمة السلم

هوانا فلا تحلمي

بأنا نعود

شكرني بحرارة بعدما ارسلت له النص في ( الواتساب) , وطلبت منه تحويل الرسالة الى خطيبته, غير أني أحسست من نبرة صوته بشكوك تراوده  فقد ألح في السؤال إن كان النص سيصلح الامور, وكان جوابي ان يطمأن فسوف تأتي اليه زحفا بعدما تقرأ رسالته, وتطلب الصفح عما مضى, وبعد مضي نصف ساعة تلقيت اتصالا من صاحبي, وقلت أكيد اتصل ليشكرني, وما أن فتحت الخط معه حتى انهال بوابل من الصرخات كأنها رصاصات اخترقت أذني, كان يزبد ويرعد, و يردد بغضب (ظماء..., عارية..., هاوية... ونعود  ؟!!) ثم سمعته يتمتم بكلمات  لم أفهم منها سوى ( كلب و 16 كلب ), ثم أنهى الاتصال!!, عندها استغربت من اتصال صديقي الذي تجاهل موضوع الزعل مع خطيبته ولم يخبرني نتيجة الرسالة وما جاء فيها من نص شعري, وتساءلت:  يا ترى هل كان يستفسر مني عن الكلاب وما إن كانت اناثها تلد 16 كلبا في المرة الواحدة !!؟.