الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زمن الأرجوان.. رواية مضاءة بالإحساس


زمن الأرجوان.. رواية مضاءة بالإحساس

محمد إسماعيل

 

الدخول الى رواية “زمن الأرجوان” للقاص أمجد توفيق، يتطلب إستحضار نشأة رؤى المؤلف التي أسقطها على ثوار تشرين 2019 - 2020 فهو.. شخصياً.. لا ينفصل عما يكتب، مضفياً ظله على الأحداث؛ إنطلاقاً من تفهمه الواقع اليومي لثوار تشرين في ساحة التحرير، من خلال روايته “زمن الأرجوان” في طبعتها الأولى 2024 الصادرة عن إتحاد الأدباء 2024 في مائة وثمان وتسعين صفحة من القطع المتوسط.

تأسيس قاريء

نافذاً الى الرواية، من التغزل بالكلمة ومعانيها ومنطلقاتها ومؤدياتها وآثارها، غائصاً في الذوق الذي يؤسس قارئاً.. يصنع قارئاً يعي الخامة الأولى أو الجذر الكامن في جوهر بذرة مغروسة تحت طين القاموس وأديم خصوبته.

الخصوبة تفاعل إستوفاه الروائي أمجد توفيق، مستثمراً المدخل لإعلان موقفه من التشرينيين، بضخ جملة جازمة، تجيب على إسئلة سرية، تكشفها القراءة المتمعنة في ما سيجيء من حبكة الرواية، بوعي تأملي مرن.. فـ”زمن الإرجوان” خطاب جمالي موجه بطريقة سياسية.. مرهفة الثقافة.

الجملة الجازمة التي ضخها فأسِرَتْ القارئ ريثما ينتهي من القراءة فينفك أسره الذوقي الشفيف، هي فقرة ورد في نصها “ثمة الكثير مما يستوجب التجربة للتعرف على حقيقته، فالتدحرج من أعلا قمة في جبل، لا يتطلب تجربة لنتيقن من نتيجته، وكل شاب ثائر لا يتطلب خبرة للتأكد من دناءته وهدير أصوات الشباب في ساحة التحرير لا يحتاج كاهناً لقياس قدسيته.. هذا ما تفعله الكلمة عندما تضاء بالإحساس” هذه الفقرة قاعدة ذهبية أقام عليها الروائي حبكة ومؤديات السرد، سائراً على سراط شعرة فاصلة بين المشهدية الوصفية وتحليق المخيلة في فضاءات الحواس، وهو يرى شباباً يقومون دولة، وأصواتاً تغرد لحرب ضروس.. كامنة ووئيدة، تصرخ بصمت!

جرد قيمي

رؤية التقويم الغض لدولة عصية وحرب وئيدة وصراخ صامت، بحاجة لطاقة روائية فائقة.. غير تقليدية في التناول.. تناولاً يقدم جرداً قيمياً ببطولات التشرينيين، رهنه بشرط الإحساس “هذا ما تفعله الكلمة عندما تضاء بالإحساس”.

عرّف الروائي، قراءه بالبطل مسعود الأرجواني، من خلال لازمة تبدأ من إرجاء إتصال أو لقاء أو إجتماع، مساء يوم بدء قراءتنا للرواية، وهنا يتداخل وقت القراءة مع زمن السرد، بل جعل أمجد توفيق، القارئ جزءاً من السرد، من خلال سرد رفيع يتطلع الى إتقانه المحترفون.

الرواية تجري في المدار الأعلا من فلك المجتمع عندما يعقد قران إبن السياسي مسعود الأرجواني، على إبنة المستثمر، في حفلة بذخ تجلد جوع الشعب، حيث أحكم السياسي طوقاً حول صحفي مثالي، إسمه آدم الغزالي...

الرواية أحداث تتلاحق في إطار زماني مطلق أحاله الروائي الى إشارات تذكي مخيلة المتلقي، من دون تحديدها بتسليم المكان.

لكن القاعدة التي بنيت عليها الرواية هي ثورة تشرين في ساحة التحرير.. مركز العاصمة بغداد 2019 – 2020 تؤرخ جمالياً، بلغة فنية فائقة، للثورة، سائرة مع إشتباكات الروي من حول آدم الفراتي.. مرة، ومسعود الأرجواني.. مرة، والشهداء التشرينيين.. واحداً واحداً.


مشاهدات 47
الكاتب محمد إسماعيل
أضيف 2025/05/10 - 12:15 AM
آخر تحديث 2025/05/10 - 3:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 257 الشهر 11506 الكلي 11005510
الوقت الآن
السبت 2025/5/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير