الحوار (لايفسد للود قضية)
عبدالهادي البابي
إذا كنا مثقفين حقاً فعلينا أن لانضيق ذرعاً بالرأي والرأي الآخر، ويجب علينا أن نتحلى جميعاً بالنقاش الهادف والحوارالواعي البعيد كل البعد عن العصبية والتشنج ولغة الإساءات والتسقيط والإتهام...وشيء أكيد إن إرضاء الناس غاية لا تدرك ..وبالتالي طبيعي أن يختلف معنا الكثيرون مثلما يتفق معنا أيضاً الكثيرون..
فنحن عندما نكتب منشوراً فيه أنتقاداً لهذا أو ذاك..فلأننا نتكلم ونكتب عن بشرمثلنا وليس عن قدّيسين لا يجوز مسّهم أو الإقتراب من ساحتهم ..فالكمال لله وحده..ومن يجد في محتوى منشوراتنا شيئاً لا يتناسب مع ذوقه ومع ميوله ومع تعصبه فلا داعي للقراءة والمتابعة أصلاً..
وبرغم كل حيثيات ما نبوح به على صفحاتنا أو في الصحف من آراء نقدية أوتحليلية فإن إلغاء متابعتنا - من بعض الأصدقاء- أشبه بحكم إعدام..لإن الذين بيننا وبينهم أكبر بكثير من منشورأثار الجدل حول ميولهم وقناعاتهم الخاصة ..
..فليكن شعارنا النقاش الهادف والحوار الشفاف وإثراء الرأي والرأي الآخر الذي لا يفسد بيننا وداً ولايعكر صفواً في أي قضية مهما كانت معقدة وخطيرة..وسامح الله كل من تشنّج أو تعصّب أو صدر منه رد فعل تحت تأثير الإنفعال العاطفي ..
إن المثقف المنفتح والصديق الواعي والمتابع المتفهم هو ذخرنا الحقيقي ..وهوالكنز الذي لا يقدر بثمن..