الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
البلاد‭ ‬التي‭ ‬فارقتنا‭

بواسطة azzaman

البلاد‭ ‬التي‭ ‬فارقتنا‭

عباس الحسيني

 

قبس‭ ‬مذهب‭ ‬القبب

‭ ‬والأرض‭ ‬شمس‭ ‬يتيمة‭ ‬

بلاد‭ ‬توحي‭ ‬لك‭ ‬بالمرؤة‭ ‬

شهابها‭ ‬مد‭ ‬للتروي‭ ‬

وذاكرتها‭ ‬تتأرجح‭ ‬على‭ ‬الأسنة‭ ‬

وتكتب‭ ‬باليقين‭ ‬المستعاد‭ ‬

بالقمح‭ ‬الذي‭ ‬يتعلق‭ ‬على‭ ‬مفترق‭ ‬الحنين‭ ‬

وأنت‭ ‬تردد‭ : ‬أبي‭ ‬هناك‭ ‬،‭ ‬أمي‭ ‬هناك‭ ‬

العـراق‭ ‬العراق‭ ‬كله‭ ‬هناك‭ ‬

دمعة‭ ‬حمورابي‭ ‬

قيامات‭ ‬مردوخ‭ ‬

شباك‭ ‬بهيجة‭ ‬

كنايات‭ ‬أوروك‭ ‬

نحيب‭ ‬داخل‭ ‬حسن‭ ‬

نواح‭ ‬يوسف‭ ‬عمر‭ ‬

ودموع‭ ‬السياب‭ ‬تقطر‭ ‬ولهاً‭ ‬إلى‭ ‬وداعة‭ ‬النخيل‭ ‬

أيتها‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬بوحها‭ ‬مستحيل‭ ‬

راقصيني‭ ‬خطوة‭ ‬بدمعة

شهوة‭ ‬كالقنص‭ ‬في‭ ‬مهاوي‭ ‬الرحيل‭ ‬

راقصيني

أغنية‭ ‬بلوعة‭ ‬

في‭ ‬موال‭ ‬جنوبي‭ ‬الصفات‭ ‬

البلاد‭ ‬التي‭ ‬غيمها‭ ‬ذهب‭ ‬خالص‭ ‬

ومعتق‭ ‬حليبها‭ ‬كما‭ ‬الأرخبيل‭ ‬

امد‭ ‬إليك‭ ‬زيف‭ ‬المحولة‭ ‬

وبقايا‭ ‬العناق‭ ‬القديم‭ ‬

أبوح‭ ‬اليم‭ ‬وحدك‭ ‬

دون‭ ‬كل‭ ‬الأساور‭ ‬

وهي‭ ‬ترتجف‭ ‬لذة‭ ‬في‭ ‬سرير‭ ‬التأسي

البلاد‭ ‬التي‭ ‬صوتها‭ ‬شرحبيل‭ ‬

البلاد‭ ‬التي‭ ‬موتها‭ ‬مستحيل‭ ‬

كنت‭ ‬اود‭ ‬ان‭ ‬امزق‭ ‬خارطة‭ ‬الغربة‭ ‬

ان‭ ‬احيل‭ ‬الرماد‭ ‬أقصوصة‭ ‬

والمدار‭ ‬الذي‭ ‬يوشك‭ ‬ان‭ ‬يضيع‭ ‬في‭ ‬مهاوي‭ ‬الصهيل‭ ‬

أيتها‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬رمزها‭ ‬يماطل‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬

ان‭ ‬صوتك‭ ‬اشتهاء‭ ‬

هل‭ ‬صوتك‭ ‬اشتهاء‭ ‬؟

هل‭ ‬كنت‭ ‬ندا‭ ‬لروح‭ ‬البداوة‭ ‬

وأنت‭ ‬تنزفين‭ ‬شعرا‭ ‬على‭ ‬تخوم‭ ‬الرجال‭ ‬

تبدو‭ ‬يداك‭ ‬ملوثتان‭ ‬برماد‭ ‬الحقائب

وأنت‭ ‬تجر‭ ‬نحو‭ ‬القطيع‭ ‬إلى‭ ‬البداية‭ ‬

أتلفت‭ ‬شرقا‭ ‬

أتلفت‭ ‬حنينا‭ ‬

أتنفّس‭ ‬بغداد‭ ‬بعدا‭ ‬أبديا‭ ‬لا‭ ‬يشبه‭ ‬ضغينة‭ ‬السماء‭ ‬

لا‭ ‬يشبه‭ ‬مرارة‭ ‬السجود‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬من‭ ‬خزف‭ ‬

البلاد‭ ‬التي‭ ‬نصفها‭ ‬أوروك‭ ‬

وطلسمها‭ ‬نجف‭ ‬

وهجيرها‭ ‬نينوى‭ ‬

والعمر‭ ‬يمضي‭ ‬كورقة‭ ‬في‭ ‬قيامة‭ ‬الحدباء

بلاد‭ ‬بلا‭ ‬ورود‭ ‬وبلا‭ ‬مودعين‭ ‬

تومئ‭ ‬للغرقى‭ ‬ان‭ ‬افيقوا‭ ‬

وسددوا‭ ‬سهامكم‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬

إلى‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬هناء‭ ‬العصور‭ ‬

إلى‭ ‬الماء‭ ‬الذي‭ ‬تكدس‭ ‬في‭ ‬حنين‭ ‬البذور‭ ‬

إلى‭ ‬جلد‭ ‬وريقة‭ ‬تكتب‭ ‬اسمها‭ ‬على‭ ‬الماء‭ ‬

الماء‭ ‬المقدس‭ ‬والمراوغ‭ ‬مع‭ ‬الخطيئه‭ ‬

كمن‭ ‬ينبش‭ ‬قبر‭ ‬الغموض‭ ‬

وتهب‭ ‬القرى‭ ‬عطشى‭ ‬إلى‭ ‬قيامات‭ ‬سنحاريب‭ ‬

كان‭ ‬اسمها‭ ‬الموت‭ ‬جزافا‭ ‬

صار‭ ‬اسمها‭ ‬البقاء‭ ‬ارتجالا‭ ‬

احبك‭ ‬ثريا‭ ‬

وأقسم‭ ‬أني‭ ‬احبك‭ ‬

ولم‭ ‬المس‭ ‬سوى‭ ‬شحوب‭ ‬أمي‭ ‬

وبوح‭ ‬الحبيبة‭ ‬على‭ ‬مرابع‭ ‬دجلة‭ ‬

دون‭ ‬اشتهاء‭ ‬

لم‭ ‬أمارس‭ ‬سوى‭ ‬الموت‭ ‬فيك‭ ‬

ينها‭ ‬البلاد‭ ‬الأخيرة‭ ‬

يتها‭ ‬البلاد‭ ‬الأسيرة‭ ‬

كم‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬يكفي‭ ‬لهذي‭ ‬الجذور‭ ‬

كم‭ ‬من‭ ‬الصمت‭ ‬يهذي‭ ‬ليبدو‭ ‬النخيل‭ ‬

انبثاقا‭ ‬وحيفا‭ ‬يدور‭ ‬؟‭ ‬


مشاهدات 134
الكاتب عباس الحسيني
أضيف 2024/04/19 - 2:06 PM
آخر تحديث 2024/05/09 - 10:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 205 الشهر 3417 الكلي 9241455
الوقت الآن
الخميس 2024/5/9 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير