الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عندما أراد الأمريكيون صداقة العراق

بواسطة azzaman

أذن وعين

عندما أراد الأمريكيون صداقة العراق

عبد اللطيف السعدون

كان ذلك قبل ثمانية عقود عندما وجدت الولايات المتحدة نفسها متورطة في الحرب ضد ألمانيا النازية، وشرعت في التحضير لدخول الجنود الأميركيين الى العراق كجزء من الخطة الموضوعة، في حينها لم يكن معظم الأميركيين يعرفون شيئا عن العراق والعراقيين، ولذلك فكرت وزارة شؤون الحرب الأميركية بإعداد «دليل» يتضمن معلومات لجنودها عن البلد الجديد الذي سيدخلونه من دون ان يكون بعضهم قد سمع به.

أكدت الوزارة، في مفتتح «الدليل»، على ان نجاح أميركا في العراق يعتمد على ما إذا كان الاميركيون يحبون الجنود الأميركيين أم لا، وخاطبت الجندي بالقول: «عليك ان تقترب من العراقيين، وأن تجعلهم أصدقاء لك، وان تفهمهم جيدا، وعندها ستحصل على أفضل الخبرات التي قليل من الاميركيين من يسعدهم الحظ بالحصول عليها، وعندما ستعود الى بلدك سوف تروي لأبنائك وأحفادك حكايات بدايتها.. عندما كنت في بغداد»!

أوان فخارية

يصف «الدليل» العراق بأنه «واحد من أقدم بلدان الكون، وواحد من أحدثها أيضا في ظل حكومته القائمة.. وهو يضم مجموعة من الأشياء التي تلفت انتباه الزائر، ففي بغداد العاصمة ستشاهد شارعا لباعة الأواني الفخارية التي كان آباؤهم يستخدمونها زمن ألف ليلة وليلة، ولكنك ستشاهد ايضا، ليس بعيدا عن العاصمة، سدودا عظيمة، وبنايات حديثة مشابهة تماما لتلك التي تشاهدها في بلدك، وإذا ما قدر لك أن تكون في منطقة حقول النفط فسوف تكتشف منشآت هندسية حديثة الى جانب المصافي البدائية التي أقيمت قبل ألفي سنة، وما تزال تعمل».

يستطرد «الدليل»:

«في العراق سوف تقابل رجالا طويلي القامة، ذوي شوارب بارزة وشعر طويل، يرتدون العباءة والعقال، وسوف تكتشف أن أيا من هؤلاء الرجال محارب شديد البأس، وعلى درجة عالية من المهارة في حرب العصابات، وهو يعادل بضعة محاربين في بلد آخر، وإذا ما أصبح صديقا لك فسيكون حليفا مخلصا ونافعا، أما إذا تحول الى خصم فعليك أن تكون يقظا، هل تتذكر «لورنس»؟ لقد دخل التاريخ بمثل هؤلاء الرجال!

وبعد ذلك، فان الشعب العراقي هو من أكثر شعوب العالم انفتاحا ومرحا، وأن بضعة أفراد ممن تلتقي بهم يمكنهم ان يخلقوا البهجة في حياتهم اليومية، وخارج محيط عملهم، وإذا ما كنت مستعدا للتقدم خطوة لفهمهم فان كل شيء سيكون متاحا لك».

وتنصح وزارة شؤون الحرب الجندي الذاهب الى العراق بان يتفادى الخلاف مع العراقيين رغم وجود اختلافات بينهم وبين الأميركيين في النظر الى الكثير من الأمور، «إنك لم تذهب الى العراق كي تغير العراقيين، بالعكس نحن نحرص على المحافظة على مبدأ (عش ودع غيرك يعيش)، وستكون امامك فرصة لتبرهن على ذلك كي نصل الى عالم أفضل نعيش فيه معا، ومع أن عددا قليلا من العراقيين حصل على تعليم منتظم كالذي حصلت عليه أنت الا أنهم، على العموم، أذكياء ودهاة، ويميلون لأن يروا ويسمعوا بعيونهم وآذانهم، وليس بعيون وآذان الآخرين، ولذلك يتوقف ما تحصل على ما تريده منهم على ما تفعله أنت، وكيف تتعامل معهم».

ويفرد «الدليل» العديد من صفحاته لشرح الطبيعة الجغرافية للعراق، وظروف معيشة العراقيين مشيرا الى أنهم ينقسمون الى فلاحين في المناطق المروية، وبدو يرعون أغنامهم وجمالهم في الصحراء متنقلين من مكان لآخر بحثا عن الكلأ والعشب، ويرتدي الفلاحون والبدو اللباس التقليدي فيما ترتدي غالبية سكان المدن اللباس الغربي، وينقسم البدو الى عشائر يترأس كل منها شيخ يتميز بقوته ونفوذه واهتمامه بأفراد عشيرته، ويعتبر ابناء المدن والفلاحون والبدو متساويين، وينغي معاملتهم على أنهم كذلك بالفعل.

طوائف أخرى

ويذكر «الدليل» أن أغلبية السكان هم من المسلمين، وان كان هناك عدد من المسيحيين واليهود، ومن طوائف أخرى لكنه يحذر الجندي الأميركي القادم الى البلاد من أن يبشر بدينه او مذهبه لان عملا كهذا يعتبر انتهاكا لمشاعر السكان وتقاليدهم. كما يحذره من الدخول في مناقشات سياسية قد تفسر على أنها تمثل وجهة نظر الحكومة الأميركية نفسها.

والى الأسبوع القادم


مشاهدات 449
أضيف 2024/03/22 - 10:44 PM
آخر تحديث 2024/04/27 - 6:47 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 93 الشهر 10732 الكلي 9136639
الوقت الآن
الأحد 2024/4/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير