إنكماش دفاعي
سامر الياس سعيد
بعد تسجيل هدف المباراة الوحيد من جانب اللاعب ايمن حسين وقع منتخبنا بمواجهة المنتخب الفلسطيني بدوامة الانكماش الدفاعي وبدت مستويات اللاعبين بالانهيار امام اللاعبين الفلسطينيين حتى وضح للمتابعين بان لاعبي منتخبنا يلعبون دون خطة واضحة اللهم بتشتيت الكرة عشوائيا ودون اي تكتيك مناسب يمكن ان يظهر مسار المنتخب ورؤيته تجاه مضاعفة النتيجة حيث اتضح ان المنتخب بشكل عام يلعب من اجل الهدف الواحد وليس في باله اي مبادرات هجومية تسهم بإبراز العرفان للجماهير التي جاءت من عموم الوطن لتشاهد منتخبها لكنها صدمت بالمستوى الذي عليه ومستوى بعض اللاعبين ممن لايرقى لان يكون لاعب يرتدي فانيلة المنتخب بل برزت حالة التوهان وغياب الرؤية الواضحة لمنتخب يسعى لان ان يكون احد المنتخبات التي تسعى للمضي بعيدا في التصفيات الحاسمة .
لقد ركزت الكاميرا على انفعالات لمدرب كاساس لكننا بالمقابل ندرك ان المنتخب وخلال فترة التوقف التي امتدت على نحو شهر لك يكن بيده شي في استجاماع الفريق وابراز خطط مناسبة تمكنه من ان يقدم مستوى ثابت حتى ان التبريرات بامكانية تعرض اللاعبين لضغط المباريات ليس بمبرر كون اغلب اللاعبين محليين ولم يؤدوا تلك المباريات وسط روزنامة مكثفة كمقارنتهم باللاعبين الدوليين في بعض لدوريات العالمية لاسيما في الدوري الاسباني حيث يضطر اللاعبين لان يؤدوا مباراتين في غضون اسبوع مثل لاعبي فريق نادي ريال مدريد وغريمه التقليدي برشلونة ممن يؤدون مباراتهم مع فريقهم ثم ياتي منتصف الاسبوع ليظهروا مع فريقهم باستحقاقه الاوري ممثلا بدوري ابطال اوربا ويضطرون لمغادرة الفريق ليمثلوا بالتالي منتخباتهم .
ويتضح للمتابع ان بعد تسجيل الهدف غاب المنتخب تماما واضطر اغلب لاعبي المنتخب للدفاع والتراجع مما اعادنا لحقبة المدرب كاتانيتش الذي كان يلعب بذات الاسلوب مع الاخذ بنظر الاعتبار ان الحقبة السابقة غاب فيها المدرب القناص القادر على اقتناص نصف الفرص وتوظيفها لتحقيق الاهداف فاتسم اداء المنتخب بالدفاع الممل والروتيني وفي المقابل افتقد للمهاجم الذي يمكنه من هز الشباك من انصاف الفرص لذلك بقيت هوية المنتخب تائهة بين اللعب الدفاعي البحت حتى وامام منتخبات دون ذلك المستوى فكانت مباراتنا امام فلسطين تستوعب غلة كبيرة من الاهداف فلا داعي لتكرار التصريحات من قبل القائمين على المنتخب للتبرير بان مباريات الدور الحاسم المؤهل للمونديال تقتضي فقط الحصول على النقاط فحسب بعيدا عن الاداء الهزيل واللحظات التي كان فيها المنتخب الفلسطيني قريبا جدا من ادراك التعادل عبر استثماره للتراجع اللا مبرر والدفاع دون اي ضغط يمكن ان يذكر من اغلب لاعبينا حتى وان كاساس بتبديلاته التي اخرج فيها اللاعب ايمن حسين وتبديله بالمهاجم المعروف مهند علي المكنى بميمي لم يكن يبغي تمتين خط الهجوم وتفعيله عبر اللاعب المذكور بل اعادته لخط الوسط ومشاركته لاقرانه في التمركز الدفاعي والمشاركة بتشتيت الكرة كيفما كان والمهم ابعادها باي شكل عن منطقة جزاء المنتخب .
لاادري ما الغاية من خطة اللعب التي تعتمد على تسجيل الهدف الوحيد والدعوة الى التراجع واللعب الدفاعي الذي لاينجح تماما بل يدفع المنتخب الى ارتكاب الاخطاء بسبب الضغط الذي ينشاه المنتخب المنافس ويمكن ان يحقق مبتغاه نتيجة هذا الضغط .