سائقو الكيات وتعسّف الجبايات

سعد جهاد عجاج

منذ مدة وانا امتهن ركوب الباصات الكيات في ذهابي للعمل والسوق فوجدت اصناف كثيرة من البشر لا يسع المقام للحديث عنها ولكن ما لفت انتباهي وآثرت على نفسي كتابة تلك السطور هو كمية الظلم والتعسف في اخذ الجبايات من سائقي الكيات.  عندما نسمع عبارة حسبنا الله ونعم الوكيل نعلم ان الالم كبير وان الظلم اخذ مداه ولا راد له الا الله.

تكررت تلك العبارة على مسامعي من اكثر من سائق وهم يتحسبون على اشخاص يمتهنون الجباية في الشوارع ولا راد لهم. يقال «من تاكل ويه العميان صير منصف» بمعنى لا تستغل ضعفهم واترك لهم لقمة ليشاركوك بالطعام اما ما يقوم به الجباة فهو اكل الاخضر واليابس من العميان والمفتحين. صعدت ذات مرة في الكيا والحالات كثيرة، وكنا نفرين فقط والاجرة 500 دينار، وحين انطلق بنا السائق وهو يبحث عن رزقه اعترضه الجابي وقال له اعطني الف، قال له السائق هم نفرين فقط فاجابه مالي علاقة الف يعني الف.  ناوله الالف وبدا يتحسب عليه والتفت علي وقال والله ان هذا الالف هو استفتاحي واخذه وحسبي الله ونعم الوكيل. 

الكلام كثير ولكن الفكرة ان الجباية لها اصولها ومحدداتها ولها وعليها اما هكذا حكم القوي على الضعيف فهو ظلم وظلمات يوم القيامة وهو اعتداء على ارزاق الناس تطبيقا لمقولة يتعب ابو كلاش وياكل ابو جزمة.