الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الابتسامة‭ ‬والعفطة

بواسطة azzaman

الابتسامة‭ ‬والعفطة

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

‭ ‬تشيع‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬العراقية‭ ‬صور‭ ‬المسؤولين‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ا ‬للقاءات‭ ‬الثنائية‭ ‬او‭ ‬الثلاثية‭ ‬او‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الأوسع‭ ‬وهم‭ ‬يبتسمون،‭ ‬مصوّبين‭ ‬ابتساماتهم‭ ‬نحو‭ ‬عدسات‭ ‬الكاميرا،‭ ‬بشكل‭ ‬احترافي‭ ‬لا‭ ‬يجيده‭ ‬الا‭ ‬القنّاصون‭.‬

يحار‭ ‬المرء،‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬مصدر‭ ‬تلك‭ ‬الابتسامات،هل‭ ‬هي‭ ‬ماكرة،‭ ‬ام‭ ‬خبيثة،‭ ‬أم‭ ‬هازئة‭ ‬أم‭ ‬انها‭ ‬نتيجة‭ ‬عرضية‭ ‬لاسترخاء‭ ‬الوجوه‭ ‬المرتاحة؟

هناك‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬المحروقين‭ ‬بدرجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المتفاقمة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬مَن‭ ‬يستطيعون‭ ‬تحديد‭ ‬درجة‭ ‬برودة‭ “‬السبلت‭” ‬الذي‭ ‬يظلل‭ ‬رأس‭ ‬المسؤول‭ ‬ويحيطه‭ ‬من‭ ‬الميمنة‭ ‬والميسرة‭ ‬بحنو‭ ‬وحنان‭.‬

‭ ‬بعضهم‭ ‬يفسر‭ ‬تلك‭ ‬الابتسامات‭ ‬بجهل‭ ‬أصحابها‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬حولهم‭ ‬من‭ ‬مصائب‭ ‬علم‭ ‬بها‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬الهور‭ ‬او‭ ‬الجبل،‭ ‬ولم‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬اسماع‭ ‬المكتب‭ ‬الخاص‭.‬

غير‭ ‬ان‭ ‬آخرين‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأن‭ ‬الابتسامات‭ ‬العريضة‭ ‬المسترخية‭ ‬هي‭ ‬إصرار‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬تتساقط‭ ‬على‭ ‬جوانبه‭ ‬أوراق‭ ‬الفضائح‭ ‬المالية‭ ‬والشخصية‭ ‬حتى‭ ‬نهايته‭.‬

‭ ‬هناك‭ ‬مسؤولون‭ ‬صنعتهم‭ ‬الصُدف‭ ‬السعيدة،‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يضحكون‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬اعتلوا‭ ‬فيه‭ ‬المنصب،‭ ‬غير‭ ‬مصدقين‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬تلك‭ ‬المصادفات‭ ‬بهم‭ ‬وبجيوبهم‭.‬

ولا‭ ‬نغفل‭ ‬انّ‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬وخبراء‭ ‬لغة‭ ‬الجسد،‭ ‬يشخصون‭ ‬بسهولة‭ ‬تلك‭ ‬الابتسامات‭ ‬البلهاء‭ ‬والبليدة‭ ‬والتي‭ ‬تشبه‭ ‬القاء‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬البقاء‭ ‬في‭ ‬حياتكم‮»‬‭ ‬على‭ ‬اسماع‭ ‬الناس‭ ‬عند‭ ‬حضور‭ ‬عرس‭ ‬كبير‭.‬

‭ ‬او‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬‭ ‬شايفين‭ ‬ألف‭ ‬خير‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬عزاء‭ ‬حزين‭.‬

‭ ‬هناك‭ ‬ابتسامات‭ ‬بلا‭ ‬معنى،‭ ‬وهي‭ ‬الأغلبية،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬حقيقة‭ ‬يجهلها‭ ‬كثيرون‭ ‬وهي‭ ‬ان‭ ‬الابتسامة‭ ‬فعل‭ ‬له‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬وفق‭ ‬توقيته‭ ‬وزمنه‭ ‬ومكانه،‭ ‬فعل‭ ‬مثل‭ “‬الصرخة‭” ‬ومثل‭ ‬‭”‬الهمسة‭” ‬ومثل‭ “‬التفلة‭” ‬ومثل‭ “‬العفطة‭” ‬أو‭ ‬‮«‬‭ ‬الزيج‮»‬‭..  ‬فالابتسامة‭ ‬لها‭ ‬ثمن‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يجري‭ ‬تسديده‭ ‬ذات‭ ‬يوم،‭ ‬بحسب‭ ‬نوع‭ ‬الابتسامة‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬تسخر‭ ‬من‭ ‬الملايين‭ ‬المحترقين‭ ‬بنار‭ ‬فساد‭ ‬النخبة‭ ‬المختارة‭، ‬أو‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬ابتسامة‭ ‬رضا‭ ‬متبادلة‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬تلقى‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المناصب‭ ‬الغيارى‭ ‬اتعاب‭ ‬صبره‭ ‬ومعاناته،‭ ‬وذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭.‬

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 305
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/09/10 - 6:25 PM
آخر تحديث 2025/08/26 - 6:24 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 177 الشهر 18533 الكلي 11413619
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/8/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير