فاتح عبد السلام
تشيع في وسائل الاعلام العراقية صور المسؤولين الكبار فيا للقاءات الثنائية او الثلاثية او الاجتماعات الأوسع وهم يبتسمون، مصوّبين ابتساماتهم نحو عدسات الكاميرا، بشكل احترافي لا يجيده الا القنّاصون.
يحار المرء، في تفسير مصدر تلك الابتسامات،هل هي ماكرة، ام خبيثة، أم هازئة أم انها نتيجة عرضية لاسترخاء الوجوه المرتاحة؟
هناك من العراقيين المحروقين بدرجات الحرارة المتفاقمة حتى اليوم، مَن يستطيعون تحديد درجة برودة “السبلت” الذي يظلل رأس المسؤول ويحيطه من الميمنة والميسرة بحنو وحنان.
بعضهم يفسر تلك الابتسامات بجهل أصحابها ما يدور حولهم من مصائب علم بها العراقي في الهور او الجبل، ولم تصل الى اسماع المكتب الخاص.
غير ان آخرين يؤمنون بأن الابتسامات العريضة المسترخية هي إصرار على المضي في الطريق الذي تتساقط على جوانبه أوراق الفضائح المالية والشخصية حتى نهايته.
هناك مسؤولون صنعتهم الصُدف السعيدة، لا يزالون يضحكون بصوت عال منذ أول يوم اعتلوا فيه المنصب، غير مصدقين ما فعلته تلك المصادفات بهم وبجيوبهم.
ولا نغفل انّ علماء النفس وخبراء لغة الجسد، يشخصون بسهولة تلك الابتسامات البلهاء والبليدة والتي تشبه القاء عبارة «البقاء في حياتكم» على اسماع الناس عند حضور عرس كبير.
او عبارة « شايفين ألف خير» في مجلس عزاء حزين.
هناك ابتسامات بلا معنى، وهي الأغلبية، لكن هناك حقيقة يجهلها كثيرون وهي ان الابتسامة فعل له دلالة على وفق توقيته وزمنه ومكانه، فعل مثل “الصرخة” ومثل ”الهمسة” ومثل “التفلة” ومثل “العفطة” أو « الزيج».. فالابتسامة لها ثمن لابد أن يجري تسديده ذات يوم، بحسب نوع الابتسامة إن كانت تسخر من الملايين المحترقين بنار فساد النخبة المختارة، أو إن كانت ابتسامة رضا متبادلة مع الشعب بعد ان يكون قد تلقى من أصحاب المناصب الغيارى اتعاب صبره ومعاناته، وذلك لم يحدث حتى اللحظة.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية