الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
محمد الدوري .. العميد والدبلوماسي

بواسطة azzaman

محمد الدوري .. العميد والدبلوماسي

النزيه مطلق قذيفة (اللعبة أنتهت)

عادل سعد

 

لم تتوفر جملة اختصرت المشهد الذي جرى في نيسان عام 2003  بمثل الاستدلال الذي اعلنه محمد الدوري .

استدلال صدر على وقع دبابات  أمريكية وهي( تتنزه)  في شوارع بغداد ، تدك الفراغ الامني. وتضع  المدينة تحت طائلة السبي ، بل والاغتصاب  ايضاً .

لقد حسم  الدكتور محمد الدوري المشهد حين أطل من مقر عمله في نيويورك مندوباً للعراق في الامم المتحدة ليقول على مرأى ومسمع الالاف من شبكات الإعلام العالمية ، (اللعبة أنتهت)  ليشغل صدى هذه الجملة المدوية دبلوماسيين وسياسيين وقادة رأي وخبراء لا يُشق لهم غبار في مهمات التحليل .

كانت جملته تلك قذيفة إعلامية من العيار الثقيل ، قلبت الطاولة على الجميع و دفعت قائمةً طويلةً من المحللين  الى  تأسيس تحليلاتهم في ضوئها وليس في ضوء الافكار التقليدية التي كانوا يتداولونها ، و أرخت سدولها الساطع والمظلم على مشهد درامي (مزّين) بالرعب والفجيعة والاستغراب والاسئلة المكشوفة لأول مرة في تاريخ مداولات عراقيين غلبهم  الهلع والسهر على اصوات القذائف الامريكية

أيعقل ؟  ان تنتهي اللعبة بهذه النتيجة التي تجرعتها بغداد بينما كان (القائد  ) يمّني النفس  بأطالة الدراما والمطاولة بالمتبقي ، ولكن في لحظة هذيان الاستغراب جمع بقاياه  واعلن غيابه  المفجع  في سيارة  تاكسي على رؤوس الاشهاد بعد ان كانت مواكبه  تهز الشوارع فيلوذ العراقيون بالدهشة.

 •بعد ساعة من تفجر قذيفة الدوري (اللعبة انتهت)  قطعتُ… اكثر من خمسة عشركيلو مترً مشياً على الاقدام الى منزلي لأرى ابني قصيد يضحك وهو يراني (أكحف ) متجها اليه.

حضور اكاديمي

أعرف  الدوري (ابو طارق)  بالمزيد من تفصيلات العلاقة الاجتماعية والثقافية ،لا أقول كان صديقي ، بل  كنت على مقربة ما من حضوره الاكاديمي وهو عميد  لكلية الحقوق ، جامعة بغداد  هكذا كان أسمها الرسمي أنذاك .كنت أحسه شريكا للمتألمين المكتومين   بقضايا  تهم البيئة الاكاديمية والسياسية والمعاشية  العامة  حيث لا مجال لك ان تجتهد الا تحت  عباءة (تنفيذ الاوامر ) فيلزمك الاصغاء الى سايكولوجية تخدير فروسية  تتواصل   تبليغاتها ،( كل شيء تحت السيطرة وما عليكم الا الاطمئنان) ،  بينما كان النفوذ الاقليمي والدولي يستلقي تحت اسرة  العراقيين ليربك المشهد الوطني  العام ويغذي محنة  الحصار والهلع  وكثرة الأسئلة المتفرعة عن سؤال جوهري صامت  ، أي جدوى تنتظر البلاد .يا للفجيعة ، ولائم قهر ومداراة فاقة بعد سنوات  سياسية  يتصدرها

(لتفكير بالانابة) الذي كان يغطي  مفردات الساحة العراقية  وسط فزع يقيم حضوره على رؤوس الاشهاد ، يعلن على مدار الساعة الخيبةَ والتوهان والجزع ، إستعنت  بالدوري مرة او مرتين في  استمزاج رأيه  عن اساتذة لأجل اشراكهم في مداولات  صحفية .لقد كان ضيفي المبجل  في اكثر من  حوار ، يغني المشهد  بالاراء الناضجة ويديم اطلالاته الباهرة غير المستهلكة  كان العديد من الحزبيين السياسيين يحملون له  الهم ، بل الضغينة  حين كان اغلبهم قد حصل على مقاعد دراسية في الكلية  ، وكان يتصدى لهم  بحزم شديد حين يمارسون سلوكاً ابتزازياً  وغشاً ما لتسليك  دراستهم بالتنسيق مع بعض الاساتذة  ، ولك ان تتصور الباقي من مساومات وتبادل منافع ، واستنساخ رسائل جامعية من عطايا عقول علمية يتم توظيف قدراتها  ضمن شرعنةٍ للسرقات العلمية . كان محمد الدوري المتصدي  العنيد لكل تلك المساومات  ،وخلال الامتحانات  يطل في واجهة القاعة يقطع فرص استعانات الغش الى حد ان احد السياسيين الكبار الذي شمل نفسه بدراسة القانون كان يسميه الجلاد ، لأنه فوت عليه فرصة الغش مما اضطر ذلك السياسي الى  الانقطاع عن الدراسة بذريعة اخرى خشية انفضاح امره  وما اكثر السياسيين العراقيين الذي نالوا شهادات جامعية بالتزوير والغش واللصوصية العلمية.

مسؤولية اخلاقية

ما يشرّف نزاهة محمد الدوري ان احداً من هؤلاء لم يستطع نيل ذلك من تحت  يد الدوري ، استطيع ان اجزم بهذه الشهادة 

لقد اسس الرجل سلوكاً اكاديميا على درجة من المسؤولية الأخلاقية والشفافية طيلة  فترة عمادته لكلية الحقوق  .

كان مضرب الامثال في الالتزام بالمعايير العلمية وهذا جعله نموذجاً صالحاً يتمنى العديد من عمداء  واساتذة الكليات ان يكونوا ما كان عليه  لكن مخاوفهم افتقاد مراكزهم  ركبتهم فاذعنوا للابتزاز وتم تدجينهم لصالح الغش العلمي

كنت مع نفسي اخاف عليه من هذا الافراط في التصدي للجهل والخوض فارساً في مياه أمنية وسياسية تغلي واذكر انني في احد اللقاءات فاتحته بذلك بطريقة دبلوماسية وليس بوضوح ،واعتقدت حينها ، إنه  استطعم رأيي بصمت  .


مشاهدات 328
الكاتب عادل سعد
أضيف 2024/04/02 - 3:51 PM
آخر تحديث 2024/05/04 - 8:22 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 239 الشهر 1813 الكلي 9139851
الوقت الآن
الأحد 2024/5/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير