الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لماذا‭ ‬الأفق‭ ‬قاتم‭ ‬في‭ ‬العراق؟

بواسطة azzaman

لماذا‭ ‬الأفق‭ ‬قاتم‭ ‬في‭ ‬العراق؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

حتى‭ ‬لو‭ ‬توقفت‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬وخفتت‭ ‬جبهات‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬والبحر‭ ‬الاحمر،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬عدم‭ ‬استهداف‭ ‬للمصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬مرتبط‭ ‬بمحور‭ ‬مختلف‭ ‬كلياً‭ ‬ونهائياً‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬توجه‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬العامة‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وانّ‭ ‬اية‭ ‬حكومة‭ ‬عراقية‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬تصنيفها‭ ‬السياسي‭ ‬والتحالفي‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬هجمات‭ ‬حربية‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬أراضيها‭ ‬ومن‭ ‬نقاط‭ ‬مرئية‭ ‬ومعروفة‭ ‬ضد‭ ‬“الحليف”‭ ‬المرتبط‭ ‬مع‭ ‬بغداد‭ ‬بالاتفاقية‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬ذلك‭ ‬الحليف‭ ‬الذي‭ ‬يرجع‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬نظـام‭ ‬سياسي‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2003‭.‬

المسألة‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬السياسة‭ ‬بنيوية‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬العقيدة‭ ‬التي‭ ‬يدين‭ ‬بها‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬المتصدر،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬حلول‭ ‬منظورة‭ ‬الا‭ ‬عبر‭ ‬عين‭ ‬لمراجعة‭ ‬حقيقية‭ ‬تفضي‭ ‬لتغيير‭ ‬الاتجاه،‭ ‬وتبني‭ ‬نظرية‮»‬‭ ‬العراق‭ ‬أولاً‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬للبلد‭ ‬شخصية‭ ‬كينونية‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭ ‬مصانة‭ ‬ومهابة،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬ديمومة،‭ ‬وليست‭ ‬بنية‭ ‬أحزاب‭ ‬أبدية،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها‭ ‬طبعاً‭.‬

العراق‭ ‬عالق‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬حطباً‭ ‬لأي‭ ‬حريق‭ ‬خارجي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬لذلك‭ ‬سنشهد‭ ‬تطورات‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬وربما‭ ‬التداعيات‭ ‬السياسية‭ ‬أيضاً،‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬الأفق‭ ‬الضيق‭ ‬الذي‭ ‬يراوح‭ ‬فيه‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي،‭ ‬جيئةً‭ ‬وذهاباً،‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الغرف‭ ‬والمنازل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أوسع‭ ‬كثيراً،‭ ‬وغير‭ ‬متوقع‭ ‬ايضاً‭.‬

الملموس‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬انّ‭ ‬علامات‭ ‬الاستقرار‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬العراقي،‭ ‬ليس‭ ‬بسبب‭ ‬تداعيات‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬وانما‭ ‬لأسباب‭ ‬تخص‭ ‬أدوات‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬العراق‭.‬

لا‭ ‬أجد‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬لوم‭ ‬ايران‭ ‬على‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬كلمتها‭ ‬الحاسمة‭ ‬والمفروضة،‭ ‬فهي‭ ‬صاحبة‭ ‬مشروع‭ ‬معروف،‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬اللوم‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬مرتين‭ ‬،‭ ‬مرة‭ ‬بشن‭ ‬حرب‭ ‬احتلال‭ ‬غير‭ ‬مدروسة‭ ‬وتدمير‭ ‬البناء‭ ‬الأساسي‭ ‬للمجتمع‭ ‬كبديل‭ ‬لتغيير‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬بتشجيع‭ ‬من‭ ‬نخب‭ ‬معقدة‭ ‬وحاقدة‭ ‬وربما‭ ‬غير‭ ‬عراقية،‭ ‬و‭ ‬فشلت‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬حين‭ ‬تركت‭ ‬أبواب‭ ‬العراق‭ ‬مفتوحة‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يؤسس‭ ‬دولة‭ ‬داخل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رقيب‭ ‬او‭ ‬حسيب‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬مفاتيح‭ ‬تلك‭ ‬الأبواب‭ ‬بيد‭ ‬الحاكم‭ ‬المدني‭ ‬الأمريكي‭ ‬الفاشل‭ ‬بول‭ ‬بريمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينتهج‭ ‬سياسة‭ ‬الهروب‭ ‬الى‭ ‬امام‭ ‬وشراء‭ ‬الذمم‭ ‬بالمليارات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يعلم‭ ‬أنّ‭ ‬الذين‭ ‬باعوا‭ ‬ذممهم‭ ‬له‭ ‬عادوا‭ ‬وباعوها‭ ‬ببلاش‭ ‬لسواه‭.‬

التفاؤل‭ ‬والتشاؤم‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬مصطلحان‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لهما‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬الأدوات‭ ‬التنفيذية‭ ‬العمياء،‭ ‬وليس‭ ‬العقول‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬وتستشرف‭ ‬وتعرف‭ ‬مصلحة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬معطيات‭ ‬وليست‭ ‬أمنيات‭. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الواقعي‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬الجو‭ ‬العراقي‭ ‬بالتلبد‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬القتامة‭ ‬لا‭ ‬تحمد‭ ‬عقباها‭ ‬مطلقاً‭.‬

‭ ‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 292
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/01/22 - 3:58 PM
آخر تحديث 2024/05/16 - 6:53 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 466 الشهر 6469 الكلي 9244507
الوقت الآن
الخميس 2024/5/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير