حروب العالم الجديد سيبرانية على الشبكة الإفتراضية

رغد سهيل عبد الـله

بفضل التطور التكنولوجي المذهل الذي يشهده العصر الحديث، حيث اصبح العالم الافتراضي عالماً يضج بالمعلومات والبينات التي تلعب دور مهم وحيوي في كافة القطاعات الاقتصادية والصحية والاجتماعية وحتى العسكرية والسياسية.

وأثر هذا التطور على كل مفاصل الحياة حتى الحروب، أصبحت بأسلحة جديدة وبتقنية جديدة، انه زمن الحروب الرقمية.

يقول الخبير الأمني السيبراني ميكو هيبونين: « الهجمات السيبرانية، هي أسلحة مؤثرة وقليلة التكلفة وكذلك قابلة للإنكار، وهذا بحد ذاته توليفه عظيمة لأي سلاح!».

والحروب السيبرانية  (الحروب الالكترونية) هي تلك الحروب التي تتم عبر شبكة الانترنت وتستخدم فيها الدول الهجمات الرقمية ( السيبرانية ) مثل القرصنة و الفايروسات بهدف تعطيل أنظمة كمبيوترية وشبكات الكترونية  لدول وشركات ومؤسسات حكومية وغير حكومية.

تهدف هذه الحروب الاستيلاء على معلومات سرية وحساسة او تعطيل البنى التحتية الالكترونية للطرف المستهدف.

تعد الحروب السيبرانية تهديداً خطيراً على امن الدول والمؤسسات وقد تسبب عطلا كبيرا في الأنظمة العسكرية والاقتصادية و تسبب في تسريب العديد من المعلومات السرية، وان حماية هذه المعلومات والاستعداد للتصدي لأي هجوم سيبراني أصبح أولوية للعديد من الدول والمؤسسات في العالم. فتعزيز الامن السيبراني في الدول والمؤسسات ذو أهمية بالغة و ضرورة حتمية في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم.

هجمات نووية

وهناك العديد من الأمثلة على الحروب السيبرانية التي وقعت في السنوات الأخيرة ففي العام 2017 وقع هجوم (  Wanna Cry ) والذي تسبب في إصابة العديد من أجــــــــــهزة الحاسوب في العالم.

وتأثرت منه العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية والمستشفيات وتكبدت خسائر مالية كبيرة.

وفي العام 2010 وقع هجوم ( Stuxnet)  والذي يعد احد ابرز الهجمات السيبرانية التي تم تنفيذها، واستهدف برنامج التحكم في الأجهزة الصناعية النووية في ايران. نجح  Stuxnet  في التسلل إلى أنظمة التحكم في الطرف الميداني وتعطيل الأجهزة النووية المرتبطة بها، مما أدى إلى تأخير برنامج الطاقة النووية الإيراني لعدة سنوات.

هجوم  (  DNC )  في عام 2016، والذي تعرضت له اللجنة الوطنية الديمقراطية الأمريكية حيث تم اختراق حسابات البريد الإلكتروني لمسؤولي DNC وتسريب العديد من الرسائل والمستندات الحساسة. وقد أثار هذا الهجوم جدلاً سياسياً كبيراً وأثر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نفس العام.

هجوم الكتروني  اخر في العام 2020 تعرضت له إسرائيل، استهدف العديد من المؤسسات الحكومية والبنية التحتية الحيوية، مما أدى إلى تعطيل بعض الخدمات وسرقة بيانات حساسة.

توضح هذه الامثلة مدى خطورة هذه الحروب وتطورها بشكل سريع ونتائجها الكبيرة ، وهنا تظهر أهمية تعزيز الامن السيبراني وضرورة وضع استراتيجيات دفاعية جادة لحماية امن الدول.

وهناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للدول من خلالها الحفاظ على امنها وتعزيز حمايتها ضد الهجمات السيبرانية منها  تقييم وتحليل المخاطر التي من الممكن التعرض لها، وتقييم الثغرات والتهديدات الامنية المحتملة وتقييم تأثيرها على العمليات والموارد.

تدريب الموظفين والذي يعتبر أمراً ضروري  للوقاية من الهجمات السيبرانية. حيث يجب توفير تدريب منتظم عن مخاطر الهجمات السيبرانية والتهديدات المحتملة وكيفية التعامل معها.

بالإضافة الى صيانة وتحديث البرمجيات واستخدام التقنيات الحديثة لحماية الأجهزة والأنظمة الإلكترونية

كذلك من الأمور المهمة هو النسخ الاحتياطي للبيانات وذلك لتحقيق استعادة سريعة لها في حال حدوث اختراق سيبراني.