00964 790 110 7676     azzaman_iraq@yahoo.com
  خواطر على ضفاف البحر الأبيض

إضاءات
أضيف بواسـطة admin
النـص :

خواطر على ضفاف البحر الأبيض

عكاب سالم الطاهر

 

عام 1976 وصلت الاسكندرية في الباخرة ، قادماً من اثينا مروراً بقبرص. فاللاذقية فالاسكندرية. والان اصلها ، في القطار ، قادماً من القاهرة في طريقي للعلمين ومرسي مطروح، على الحدود المصرية الليبية. مضت على وصولي الاسكندرية عدة ساعات. ومع زميلي في هذه السفرة التي اراها مثيرة ، التربوي والكاتب گاني ياسين آل جواد ، قصدنا البحر. الكامرة وثقت جلوسنا على ساحل البحر الابيض. ومن بين عدة صور ، استوقفتني صورة الغروب في الاسكندرية. الشمس تودعنا راحلة شمالاً. وكحالة انسانية قد لا انفرد بها ، يلقي الوداع بظله الثقيل على اطرافه. هنا تذكرتُ مطلع قصيدة من ديوان للشاعر احمد رامي. قراته في مطلع خمسينات القرن الماضي. ولازلت احفظها. البيت الاول من القصيدة ، جاء فيه ، نصاً : قفي يا اختَ يوشع خبرينا ، احاديث الملوك الراحلينا. الشمس ترحل غرباً. بعض حالات الوداع فيها من المأساوية الشيئ الكثير. لكن شاعر الصعاليك ، قيس لفتة مراد يتساءل : اترى ستجمعني باهلي ساعة من بعد هذا الافتراق ديارُ ؟ لكنه يجيب على الفور : هيهات ما ماضٍ يعود لحاضرٍ حتى تمل طلوعَها الاقمارُ . امواج ، اخالها قادمة من الساحل الاوربي ، تضرب صخور الساحل. والريفي الذي نشأ على حافات هور الحمار  يبحث، دون جدوى ، عن حضن دافئ يتكوم فيه. الشمس ترحل.. والضياء الاخير يختفي. لكن الذكريات تحضر.

عدد المشـاهدات 160   تاريخ الإضافـة 31/01/2023   رقم المحتوى 72663
تواصل معنا
 009647901107676
 azzaman_iraq@yahoo.com
الأربعاء 2023/3/29   توقيـت بغداد
تابعنا على