الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من الهواية إلى الإحتراف.. فنانة ترسم بالفحم طريقها نحو بصمة خاصة

بواسطة azzaman

من الهواية إلى الإحتراف.. فنانة ترسم بالفحم طريقها نحو بصمة خاصة

بغداد  - الزمان

رغم قِصر تجربتها الزمنية قياساً بعمر الفنون التشكيلية، استطاعت الفنانة فاطمة طالب محمد أن تشقّ لنفسها طريقاً واضح المعالم في عالم الرسم بالفحم، منتقلةً من محاولات أولية بسيطة إلى مستوى متقدم من الاحتراف، تُتقن فيه التحكم بالضوء والظل، وتُجيد إبراز التفاصيل الدقيقة باللونين الأسود والأبيض، في لوحات تتسم بالعمق والواقعية والتعبير الصادق.

تقول فاطمة إن( الرسم لم يكن قراراً طارئاً في حياتها، بل موهبة رافقتها منذ وقت طويل، لكنها كانت بانتظار اللحظة المناسبة كي ترى النور). وتوضح(قبل ثلاث سنوات، قررت أن أمنح هذا الشغف حقه من الوقت والتركيز، فتحول من هواية جانبية إلى التزام فني يومي أجد فيه ذاتي وأعبّر من خلاله عن داخلي).

لم تبدأ تجربة فاطمة من صالات العرض أو المعاهد الفنية، بل من بيتها الذي تحول إلى أول مرسم حقيقي لها. هناك، وبين أفراد عائلتها، وجدت المادة الأولى للتجربة، فرسمت ملامحهم وتفاصيل وجوههم بالفحم، مستفيدة من قربهم ودعمهم المستمر.

مصدر إلهام

وتؤكد أن الأسرة لم تكن يوماً عائقاً أمام طموحها، بل كانت مصدر إلهام ودافعاً للاستمرار والتطور. وعن التحديات التي واجهتها، تشير فاطمة إلى صعوبة الموازنة بين متطلبات الحياة الأسرية والفن، لكنها اختارت التركيز على هدفها وعدم الالتفات للأصوات المشككة. وتكشف أن بداياتها الجادة كانت من خلال رسم صور الأئمة (عليهم السلام) بقدسية عالية، وهو ما منح تجربتها بعداً روحياً خاصاً.وتضيف:(كنت أرى في منامي رؤى وأحلاماً تلهم لوحاتي القادمة، وكان لهذا التوفيق الإلهي أثر كبير في منحي القوة والثقة للاستمرار في هذا الدرب).

وتنتمي فاطمة إلى المدرسة الواقعية، حيث تركّز على رسم الوجوه والشخصيات بدقة عالية باستخدام الفحم، إلا أن ما يميز تجربتها هو المزج بين الواقعية والبعد الروحي والإنساني. وترى أن رسم صور الأئمة (عليهم السلام) كان نقطة التحول التي صقلت موهبتها ومهّدت لها الطريق للإبداع في رسم البورتريهات الواقعية لشخصيات عادية، لكنها محمّلة بالإحساس والصدق. ولا تخفي الفنانة الشابة طموحها في أن تترك بصمة خاصة في المشهد الفني، وتسعى إلى إقامة معرضها الشخصي الأول الذي يجمع أعمالها ويجسد رحلتها الفنية. أما عن تحويل موهبتها إلى مشروع مستقبلي، فتؤكد أنها تعمل وتُجتهد وتؤمن بأن الطريق ما زال في بدايته، قائلة: (أثق بأن الله سيفتح لي الأبواب ويقود خطاي لما فيه الخير والتوفيق). بهذه الرؤية، تمضي فاطمة طالب محمد بثبات في عالم الفن، حاملةً الفحم أداةً للتعبير، والروح دافعاً للإبداع، وطموحاً لا يتوقف عند حدود اللوحة.

 

 


مشاهدات 34
أضيف 2025/12/27 - 5:26 PM
آخر تحديث 2025/12/27 - 11:35 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 821 الشهر 20479 الكلي 13004384
الوقت الآن
السبت 2025/12/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير