الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
توافقوا بقرار وطني مستقل بعيدا عن العواصف الرملية

بواسطة azzaman

توافقوا بقرار وطني مستقل بعيدا عن العواصف الرملية

عبد العظيم محمد

 

لم يعد صعبا على احد اكتشاف السر الكامن وراء الاختلافات الحادة بين زعماء الكتل السياسية الفائزة حول اختيار رئيس مجلس الوزراء الجديد وكذلك الصراع القائم حول اختيار رؤساء الجمهورية ومجلس النواب .. انه الصراع الذي يشتد بين ساعة واخرى داخل حلبة التجاذبات لان اطراف النزاع المختلفة داخل اروقة الاجتماعات والطاولات المستديرة ينقصهم التوافق والتكامل المطلوب في التقدير لضرورات المرحلة الحرجة وما يفترض ان يتخذ بقرار وطني مستقل بعيدا عن تدخلات اقليمية ودولية في محيط الواجب الوطني حتى جاء البيان الذي يقول :

وارجىء الاجتماع الذي كان مقررا عقده  والسبب هو الاحوال الجوية السيئة التي منعت القادة من عقد اجتماعهم لحسم خلافات الصراع حول الفوز بالمركز المتقدم لكتلة ( سين ) على كتلة ( باء ) ... ان الوقوف والمراوحة تجاه الاختلاف يغلق الدوائر المتبقية من التوافق الحقيقي غير المنحاز ، ان الانحياز المطلوب هو للعراق وحده ولشعبه الذي ينتظر من قادة الحلبة الاطارية والمجلس السياسي والكتل الكوردية ان يعلنوا توافقهم تجاه اهم مرحلة في تأريخ العراق حتى إذا تطلب الامر تقديم بعض التنازلات ... ما جرى وما يحدث من تحولات جذرية في العراق وذلك الانقسام الذي ابتعد عن الارادة الحقيقية بدل التلاحم الشعبي الذي طال انتظاره وان تحقق سيرتعد منه البعض وتهتز أوتار الأعداء حتى تنتفض الأقلام الشريفة لتدون الفترة الأهم لتاريخ شعب يكتب من جديد الشعب الصابر المعاند الذي افشل كل المؤامرات وحركات الارهاب ونهض عقب كل محنة ومذبحة ليبدأ من جديد وهو يتلقى الخناجر والطعنات بظهره وصدره ... الا يستحق هذا الشعب ان نصون له تطلعاته واحلامه المشروعة وان نبتعد عن لغة الخطابات والمزايدات ، ونبدأ ندون في سجل الوطنية الواجب والضرورة ونتحدث عن الأطفال الذين رفضوا الركوع والرجال الذين تحدوا المستحيل والنساء اللواتي انجبن بظل الموت والقهر والشيوخ الذين بكوا بصمت وكبرياء على هذا الزمن ... كل هؤلاء سيخرجون من الاسطورة الى الحقيقة ، الحقيقة التي تصفنا عبر الاتفاق المرتقب وهو موضع خلاف واختلاف مع الاسف ... ان الشعب العراقي يضج بحثا عن حياة جديدة يرسمها وفق رؤية عراقية خالصة دون تأثير وتأثر ليعلن الانفراج وطوي صفحة الخلافات التي كان وما زال بطلها قادة الاحزاب السياسية .

ياقادة ياكرام هل راق لكم مسلسل المذابح الذي لا ينتهي بعد ان صار نهر الدم وجبال الجثث حدثا منسيا ، ونصيحتي :

أجمعوا الطحين ... هيئوا الحليب .. المجاعة فتكت بالناس واخر الصامدين يتضرعون جوعا وشهادات لإحياء تخاطب الجماد .. لكن الطحين ينثر تحت العجلات والحليب يذاب في حفرات المياه في الشوارع .. تذكروا ان شعب العراق عندما يخرج من المذبحة في اي هجوم إرهابي يبتسم للعراق ويطفو على نهر الدم ليرسم شارة النصر .. فالعراق ليس رغيفا وبغداد ابدا لن تكون معلبات .. ومن شوارع العراق المعبدة بالخوف والظلمة ، ومن زواريبها المضاءة بأرواح الشهداء ستبقى الارادة الوطنية مشرعة والسواعد مرفوعة ولن تخبو جذوة العراق ولا نار شموخه ستخمد ، مهما اختلفتم او تأمرتم على الشعب وحقوقه وتاريخه وحضارته ... اذا توافقوا بقرار وطني مستقل بعيدا عن العواصف الرملية حتى لا تندموا وفقكم الله .


مشاهدات 26
الكاتب عبد العظيم محمد
أضيف 2025/12/23 - 4:05 PM
آخر تحديث 2025/12/24 - 1:35 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 68 الشهر 17589 الكلي 13001494
الوقت الآن
الأربعاء 2025/12/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير