الكرة المغربية .. إبداع بنكهة عالمية
نصير الزيدي
لم يعد لدى متابعي الكرة العربية أدنى شك في جودة الموهبة المغربية، فـ»أسود الأطلس» باتوا مثالًا يُحتذى به، وأصبحت منظومتهم الكروية نموذجًا عالميًا متكاملًا لا يقتصر على الاسم أو التاريخ، بل يستند إلى تخطيط طويل الأمد ورؤية واضحة.
فالإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي في كأس العالم 2022 بقطر لم يكن ضربة حظ، بل نتيجة مسار عمل بدأ قبل أكثر من عقد، وضع خلاله الاتحاد المغربي أسس نهضة كروية شاملة. ولو أحصينا ما حققته الكرة المغربية خلال السنوات الأخيرة لوجدنا إنجازات متنوّعة لا تقتصر على المنتخب الأول، بل تمتد إلى الفئات العمرية والكرة النسوية وحتى كرة الصالات.
وتوّج هذا العمل بالفوز بلقب كأس العالم للشباب 2025، ما يؤكد أن المستقبل القريب يحمل المزيد من النجاحات لهذه المنظومة المتماسكة.
يقف خلف هذا المشروع رجل يجمع بين الخبرة الإدارية والرؤية الاقتصادية والحنكة الرياضية، هو فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزير الميزانية في حكومة عزيز أخنوش. وقد أسهم لقجع في تحويل الاتحاد المغربي إلى مؤسسة قوية قادرة على التخطيط والتنفيذ وتحقيق الأهداف.
إن المتابع لمسار الكرة المغربية يدرك أنها لم تعد مجرد منافس إقليمي، بل مشروع كروي متكامل يفرض حضوره على الساحة العالمية.
فالبناء الهادئ، والعمل المنظم، والاستثمار الحقيقي في المواهب والبنى التحتية، جعلت المغرب واحدًا من أبرز النماذج الكروية في العالم العربي وإفريقيا. ومع كل خطوة يثبت المغاربة أن كرة القدم ليست فوزًا وخسارة فحسب، بل ثقافة وإرادة وإدارة رشيدة. وهكذا تؤكد التجربة المغربية أن الطريق إلى العالمية يبدأ من الداخل… من رؤية تؤمن بأن النجاح يصنع ولا يُنتظر. وما تحققه الكرة المغربية اليوم ليس سوى بداية لقصة نجاح أكبر في السنوات المقبلة.