الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الرياضة والرياضيون من العراق إلى العالم

بواسطة azzaman

الرياضة والرياضيون من العراق إلى العالم

 

بغداد- حسين جبار

تمثل الرياضة واحدة من أهم أدوات التعبير الثقافي والحضاري، وتعكس طبيعة المجتمعات واهتمام الدول بتطوير الإنسان.

ورغم اختلاف الالعاب المفضلة من بلد إلى آخر، يبقى القاسم المشترك بينها هو وجود منظومة تدعم الرياضة وتوفر للرياضيين فرص النمو وتحقيق الانجازات. عالميا، تتنوع الرياضات المسيطرة حسب العوامل التاريخية والجماهيرية والدعم الحكومي، ومن أبرزها:

 وهي الرياضة الأولى عالميا، وتمثل هوية راسخة في دول مثل البرازيل والارجنتين والمانيا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا.

كرة السلة

 تهيمن عليها الولايات المتحدة عبر دوري الـ NBA، مع انتشار واسع لها في إسبانيا وصربيا واليونان.

كرة القدم الأمريكية والبيسبول  وتمثلان جزءاً أصيلا من الثقافة الرياضية الامريكية.

كرة الطاولة والريشة والجمباز والغطس: وتتصدرها الصين بدعم رسمي كبير.

الركبي والكريكيت تحظى بشعبية كبيرة في بريطانيا واستراليا والهند ونيوزيلندا.

الفنون القتالية تبرز فيها اليابان (الجودو والسومو)، وكوريا الجنوبية (التايكوندو)، وتايلاند (المواي تاي).

الفورمولا وان والرياضات الميكانيكية: تتفوق فيها المانيا وايطاليا عبر فرق عريقة مثل فيراري ومرسيدس.

ألعاب القوى: تبرز فيها الولايات المتحدة ودول أفريقية مثل كينيا واثيوبيا.أما في العراق، فتحتل كرة القدم المركز الأول رسميا وتستحوذ على الحصة الأكبر من الدعم الحكومي، واهملت العديد من الرياضات الأخرى، ما أدى إلى تراجعها أو اختفائها. وهذا إخفاق كبير في مجال حيوي يؤثر على صورة البلاد وروح شبابها. وما يثير الاعجاب حقا ان السنوات الاخيرة شهدت ظهور أبطال عراقيين في رياضات مثل المواي تاي والملاكمة ورفع الاثقال حققوا انجازات دولية رغم الاهمال وشحة الامكانات وغياب الدعم الرسمي الكافي. هذه النجاحات جاءت نتيجة جهود فردية وتضحيات شخصية وليست ثمرة خطط حكومية مدروسة.

الواقع الرياضي

يعاني الواقع الرياضي العراقي من ضعف البنية التحتية وسوء التمويل وعدم التوزيع العادل بين الالعاب المختلفة.

والاتحاد العراقي للمواي تاي مثال صارخ على ذلك، حيث يضطر الرياضيون وهم اصحاب الانجازات الكبيرة، لاستخدام قاعة تدريب غير ملائمة في الطابق السفلي من عمارة تفتقر إلى التهوية والاضاءة الجيدة والتجهيزات الأساسية، ما يعرض صحتهم للخطر. ويضطر العديد من الاهالي إلى تحمّل تكاليف سفر أبنائهم للمشاركة في بطولات دولية على نفقتهم الخاصة.

من غير المنطقي أن تهمل الدولة أبطالا يرفعون علم العراق في المحافل العالمية وتتركهم دون دعم حقيقي بينما تنفق الحصة العظمى من الموارد على لعبة واحدة. إن تحقيق العدالة يتطلب توزيعا عادلا للتمويل وإنشاء مراكز تدريب محترفة، وتنظيم معسكرات داخلية وخارجية، ووضع خطة وطنية شاملة للرياضة.

 إن وجود بطل عالمي في لعبة فردية لا يقل أهمية عن إنجاز فريق كرة قدم، بل قد يفوقه من حيث الأثر المعنوي والتكلفة المادية. وتشير تجارب الدول الرائدة في المجال الرياضي مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية إلى أن النجاح يأتي من خلال التخطيط طويل الأمد والبنية التحتية المتطورة واكتشاف المواهب ورعايتها منذ الصغر. والعراق يمتلك ثروة بشرية ومواهب شبابية قادرة على المنافسة عالميا، لكنها بحاجة إلى رعاية مؤسسية جادة.

ان الدعم الحكومي يجب أن ينتقل من مرحلة الخطابات إلى مرحلة الأفعال، ومن التركيز على لعبة واحدة إلى بناء منظومة رياضية متكاملة. فالاستثمار في الرياضة هو استثمار في صحة المجتمع وسمعة البلاد، والعراق لا ينقصه الأبطال، بل ينقصه من يرعاهم كما يستحقون.


مشاهدات 35
أضيف 2025/12/09 - 3:40 PM
آخر تحديث 2025/12/10 - 12:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 2 الشهر 6814 الكلي 12790719
الوقت الآن
الأربعاء 2025/12/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير