حين تنهض الأوطان من بين الركام
عايدة ابراهيم علي
في زمنٍ كان الأمل فيه شحيحًا ، والقلوب متعبة من ثقل السنين ، ظهر محمد شياع السوداني ليعيد للعراقيين شعورهم بأن هذا الوطن قادر على النهوض مهما اشتدّت عليه العواصف .
خلال فترة قصيرة ، بدأ العراقي يرى التغيير ويتحرك أمام عينيه ، مشروع يُكشف عنه هنا ، ومبادرة تنطلق هناك ، ومدينة تستعيد ألوانها بعد أن أنهكتها الأزمنة ، لم تكن الوعود مجرّد كلمات تُقال ، بل كانت خطوات تُسجَّل على الأرض ، شوارع تُعبد ، كهرباء تُحسّن ، جسور تُرمّم ، خدمات تعود ، وملفات فساد تُفتح بلا خوف ، ولأول مرة منذ سنوات ، شعر العراقي بأن الدولة تقترب منه ، تصغي لشكواه ، وتعمل من أجله ، لكن أعظم الإعمار لم يكن في الحجر ، بل في الإنسان فقد ظهرت مبادرات تهتم بالشباب ، وتدعم العوائل المتعففة ، وتطوّر التعليم ، وتنهض بالقطاع الصحي ، رسائل واضحة تقول للعراقي أنت القيمة الحقيقية ، وأنت أولويتنا ، ومع كل مشروع يُنجز ، كانت الثقة تكبر .
ومع كل خطوة إصلاح تُتخذ ، كان الأمل يعود ، كأن الوطن ينهض من جديد ، وينفض غبار السنين عن روحه ، إن العراق اليوم يقف على أعتاب مرحلة يمكن أن تطوي صفحات الألم ، وتفتح أبواب البناء والتنمية ، إذا استمرت روح العمل الجاد التي شهدها المواطن خلال هذه الفترة ، والتي حملت توقيع محمد شياع السوداني في الكثير من مفاصلها .
العراقيون يستحقون دولة قوية تستحقهم مثلما يستحقونها ، ودرب الإصلاح لا يكتمل إلا حين تتكاتف القلوب قبل الأيادي ، لأن الوطن يبدأ من فكرة ، ويكبر بإرادة ، ويُبنى بصدق الرجال .
□ خبير قانوني