أمينة سالم لا تحب الإستعجال في الإختيار وتقول لـ(الزمان): أتمنى أن أمثّل دوراً باللّهجة العراقية

بيروت -  غفران حداد

الممثلة المصرية أمينة سالم كاتبة وصحافية في صحف ومجلات مصرية عدة، حاصلة على ماجستير في الآداب والدكتوراه في فلسفة الفنون، و شاركت في بطولة عدة مسلسلات تلفزيونية، نذكر منها: (عصر الأئمة، نحن لا نزرع الشوك، ذو النون، زهرة الياسمين، مقام السيد المالطي، الخفافيش، فوازير الأدباء). كما شاركت في بطولة أكثر من وأربعمائة عمل إذاعي مثل: (أولوا العزم، فترة نقاهة، الإمام الشافعي، نساء في حياة النبي). وفي المسرح، شاركت في بطولة أعمال جميلة مثل: (الملك هو الملك، سر الطلسم، للحياة رائحة أخرى، سيدتي أنا، بكرة) وغيرها الكثير من أعمال مسرح الطفل، بالإضافة إلى المشاركة في الندوات والنشاطات الثقافية والفنية.  (الزمان) حاورتها في سياق اللقاء التالي:

□ هل لديكِ جديد فني على صعيد الدراما أو المسرح؟

- أعمل حالياً على مشروعين: الأول مسلسل درامي مختلف، وفي المسرح أنا في مرحلة قراءة لعرض جديد. وإذا اكتملت عناصره، سأعلن عنه قريباً.

□ نراكِ مؤخرًا مقلة في تقديم الأعمال التلفزيونية، فلستِ موجودة كل عام ضمن سباق الدراما الرمضانية على سبيل المثال. ما السبب؟

- أنا بطبعي لا أحب الاستعجال، ودائمًا أفضل الاختيار لأنني أؤمن بأن العمل يجب أن يضيف قيمة إلى مسيرتي سواء للجمهور أو لنفسي. وأنا لست موجودة في كل موسم رمضاني، فهذا قرار متعمد وليس غيابًا؛ يجب أن لا أقدم مجرد أعمال بدون حضور فاعل.

اشكال كثيرة

□ انت صحفية وكاتبة إلى جانب التمثيل، أين تجدين نفسكِ أكثر؟ وكيف ترين شهرة الممثلة على مواقع التواصل مقارنة بموهبتها وبما تقدم؟

- التعبير عن الذات له أشكال كثيرة، وأنا لا أحب أن أحصر نفسي في خانة واحدة، لذلك أجد نفسي في الكلمة وفي تجسيد الشخصية، وأحاول أن أترجم مشاعري في عمل الصحافة أو التمثيل أو الكتابة أو البحث العلمي، ولكنني الأكثر أحب أن أكون ممثلة. أحب تجسيد الشخصية الفنية وأعشق أن أغوص في أغوارها ،أما شهرة النجم في السوشيال ميديا فهي سلاح ذو حدين. فالشهرة الإلكترونية تساعد الفنان على أن يكون معروفًا بين الجمهور، لكنها لا تصنع فنانًا حقيقيًا ولا تعكس قيمته ومن  وجهة نظري أن العمل الجيد والمؤهلات الحقيقية هما اللذان يبقيان.

□ هل يمكن أن نراكِ في عمل درامي عراقي أو مسرحي في بغداد باللهجة العراقية؟

- بغداد هي مدينة ذات حضارة عريقة وعميقة، وحقاً عندما أسافر لا أشعر أنني غادرت بلدي. وشاهدت أعمال درامية ومسرحية عراقية، خصوصاً أن بغداد في السنوات الأخيرة قدمت أعمالاً فنية مميزة تستحق المتابعة. أما اللهجة العراقية، فهي قريبة من قلبي، ومع التدريب أستطيع أن أقدم الدور بشكل متقن.

□ شاركتِ في بطولة عدة سهرات تلفزيونية مثل عيد ميلاد سعيد و طلقة رصاص. برأيكِ، لماذا انحسر تقديم هذا الجنس الفني مقارنة بانتشار المسلسلات التلفزيونية ذات الثلاثين حلقة؟

- انحسار السهرات الدرامية يعود إلى إيديولوجية الإنتاج والسوق في العصر الراهن. السهرات الدرامية تتطلب حكاية متكاملة ومركزة وبشكل مختزل، وهذا يشكل تحديًا للجهة المنتجة والمؤلف ولصنّاع الدراما عمومًا. ولذلك، يفضلون الأعمال الطويلة التي تميل إلى التكرار. ومع ذلك، تركت هذه السهرات التلفزيونية بصمة في وجدان الجمهور العربي بشكل أعمق وأشمل.

□ كيف ترين مستوى الدراما المصرية اليوم، قبل وبعد تعدد الفضائيات العربية؟

-إن وجود الفضائيات المصرية والعربية قد فتح آفاقًا جديدة للإبداع الفني، ولكنه وضع الفنان أمام تحدٍ حقيقي للحفاظ على جودة النص والأداء. فكلما كانت قوة الدراما تقاس على مدى ترك الأثر الحقيقي في المشاهد، ورغم الجهود المضاعفة التي يبذلها الممثلون لمحاولة التأثير، إلا أن كل عاصمة تمتلك مفرداتها الخاصة التي تتغير وتتأثر بالتحولات المجتمعية. ومن ثم، فإن الأعمال المعاصرة تحقق مستويات متعددة تعكس واقع المجتمع.

□ ما الذي يتغير في الفنانة أمينة سالم كلما تطفئ شمعة عيد ميلادها؟

- كل سنة جديدة من حياتي تكون أمينة سالم أكثر قوة وقدرة على تقديم أدوار تناغي الواقع المصري. أشعر أحيانًا بغربة النهايات وأوقات تصلني إلى الاكتئاب، مما يجعلني أشعر بفقدان الشغف بالحياة، لكنني أحاول في النهاية احتواء هذه المشاعر مع الإحساس بقيمة الوقت.

□ ما الشخصية الفنية  التي تحلمين بتجسيدها في التلفزيون أو المسرح؟ 

- أنا أحب تجسيد الشخصيات المركبة والمعقدة إنسانياً، والتي تحمل عمقاً فكرياً وروحياً. أحب الشخصيات التي تسمح بالغوص في النفس البشرية، سواء على خشبة المسرح أو أمام كاميرا التلفزيون.