الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نحو جيل واعٍ ومتمكّن.. الإرتقاء المعرفي في التعلّم والتعليم

بواسطة azzaman

نحو جيل واعٍ ومتمكّن.. الإرتقاء المعرفي في التعلّم والتعليم

ساجدة جبار

 

يُعدّ الارتقاء المعرفي ركيزة أساسية في بناء منظومة تعليمية قوية، إذ يعتمد نجاح التعلّم على قدرة المتعلّم على استيعاب المعرفة، وتحليلها، وتطبيقها في مواقف حياتية حقيقية. لم يعد دور التعليم اليوم مقتصرًا على نقل المعلومات من المعلم إلى الطالب، بل أصبح عملية تفاعلية تستند إلى مهارات التفكير العليا، وحل المشكلات، والإبداع، والتعلّم الذاتي.

أولًا: معنى الارتقاء المعرفي

الارتقاء المعرفي هو عملية تطوير قدرات الطالب الذهنية والعقلية، بحيث ينتقل من مستوى التلقي والحفظ إلى مستوى الفهم العميق والتحليل والاستنتاج. وتتحقق هذه العملية عبر ممارسات تربوية حديثة تعتمد على التعلم النشط، والتفكير النقدي، والبحث والاستقصاء، وتمكين المتعلم من بناء معرفته بنفسه.

ثانيًا: أهمية الارتقاء المعرفي في التعلّم والتعليم

1. تعزيز الفهم العميق: الطالب لا يحفظ المعلومة فقط، بل يدرك أسبابها وخلفيتها.

2. تنمية مهارات التفكير: مثل التحليل والتركيب وحل المشكلات واتخاذ القرار.

3. تحفيز الإبداع: من خلال توفير بيئة تعليمية تتيح للطالب حرية طرح الأسئلة وصنع الأفكار.

4. رفع جودة التعليم: لأن التعليم المعتمد على الفهم يبقى أثره أطول ويؤثر في شخصية الطالب ومهاراته المستقبلية.

5. إعداد جيل قادر على مواكبة المستقبل: فالعالم يتغير بسرعة، ولا بد من بناء عقلية مرنة وقادرة على التعلّم مدى الحياة.

ثالثًا: دور المعلم في تحقيق الارتقاء المعرفي

المعلم هو حجر الأساس في العملية التعليمية، ويُنتظر منه أن يمارس دورًا يتجاوز الشرح التقليدي. ومن أبرز أدواره:

اساليب متنوعة

اعتماد أساليب تدريس متنوعة تعتمد على المشاركة والتفاعل.

تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة وتبنّي منهج البحث.

استخدام استراتيجيات التفكير العليا في الحصة.

توفير أنشطة تطبيقية تربط المعرفة بواقع الطلاب.

خلق بيئة صفّية آمنة تحفّز التعلم وتقدّر الاختلاف في قدرات الطلاب.

رابعًا: أساليب واستراتيجيات لتحقيق الارتقاء المعرفي

1. التعلّم النشط: مثل العمل الجماعي، المناقشات، والعروض التقديمية.

2. التعلم القائم على المشكلات (PBL): حيث يواجه الطالب مشكلة واقعية ويبحث عن حل لها.

3. التعلّم عبر المشاريع: لتطبيق المعارف في منتجات ملموسة.

4. استراتيجيات التفكير: كخرائط المفاهيم، الأسئلة السابرة، والعصف الذهني.

5. تنمية مهارات القراءة والتفكير النقدي: لتمكين الطالب من تحليل النصوص والمعلومات.

خامسًا: مسؤولية المدرسة في دعم الارتقاء المعرفي

لا يكفي دور المعلم وحده؛ فالمدرسة هي الإطار الذي يحتضن هذه العملية. وتشمل مسؤولياتها:

توفير بيئة تعليمية داعمة ومحفّزة.

تطوير البرامج التربوية بما يواكب المناهج الحديثة.

دعم التعليم التفاعلي داخل الصف وخارجه.

تأهيل المعلمين عبر برامج تدريبية مستمرة.

سادسًا: دور الأسرة في تعزيز الارتقاء المعرفي

الأسرة شريك مهم في العملية التعليمية، ومن دورها:

تشجيع الأبناء على القراءة والاستكشاف.

توفير بيئة منزلية داعمة للتفكير والحوار.

متابعة التقدم الدراسي وتوجيه الأبناء.

غرس حب العلم والسؤال والبحث منذ الصغر.

خاتمة

إن الارتقاء المعرفي في التعلّم والتعليم ليس هدفًا تربويًا فحسب، بل هو حاجة مجتمعية ملحّة. فبناء جيل يمتلك مهارات المعرفة الحديثة يعني بناء مجتمع قادر على الإبداع والتقدّم وصناعة مستقبل أكثر وعيًا واستقرارًا. ومن خلال التكامل بين المدرسة والمعلم والأسرة، يمكن تحقيق تعليم يتجاوز حدود الصف، ويصل إلى تشكيل عقلية متعلّمة مدى الحياة.

 


مشاهدات 22
الكاتب ساجدة جبار
أضيف 2025/12/02 - 2:59 PM
آخر تحديث 2025/12/03 - 1:27 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 63 الشهر 1602 الكلي 12785507
الوقت الآن
الأربعاء 2025/12/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير