لمن تقرع الاجراس؟
البغل بدلا من الحصان في العملة الوطنية
هاشم حسن التميمي
بعيدا عن الكوميديا السوداء التي ادخلتنا لاوسع ابوابها. العملية السياسية العقيمة ولتخليد وتوصيف حالنا للعالم وللاجيال القادمة عندما يطالعون كتب التاريخ للتعرف عن احوال اجدادهم ، نقترح بجد وليس بسخرية تبديل صور عملتنا الوطنية لتعبر بدقة متناهية عن طبيعة هذا العصر..!
نعتقد لم تعد ضرورة لصورة الحصان رمز القوة والفروسية في زمن ضاع واختفى فيه الفرسان بشجاعتهم ونبلهم وبسالة اقدامهم وظهرت بديلا عنهم الثعالب والقرود والخنازير جعلت الناس هم المخلوقات الاكثر ضعفا في هذه المزرعة العراقية الهجينة وهي اشبه بمزرعة الحيوان لجورج اورول .. واصبحنا قطيعا بحسب نظرية غاستوف لوبون …وفكرنا ان نقترح اختيار صورة الحمار( ابو صابر)
فتبين انه ايضا اصيل النسب عمره ستة الاف سنة قبل الميلاد من صنف الخيليات واختاره الحزب الديمقراطي الامريكي كما تشير المصادر منذ عام 1828 شعارا لجماهيره
بسبب (إهانة أطلقها معارضو المرشح الرئاسي أندرو جاكسون ، حيث أطلقوا عليه اسم "جاكاس" (الحمار). لكن جاكسون استغل هذا اللقب كشعار لحملته، محولاً الإهانة إلى رمز للمثابرة والتحدي. وقد قام رسام الكاريكاتير توماس ناست لاحقًا بتعزيز هذا الرمز في رسوماته، مما رسخ الحمار كرمز للحزب الديمقراطي).
ويرى عدد كبير من العقلاء ان الحمار يتمتع. بالاصالةً وقوة التحمل والصبر… وعدم ميله للعنف في اصعب الظروف… الا ماندر ويعبر عن ذلك ببعض الرفسات ولذا اختارته الفنانة المصرية نادية لطفي اسما لجمعيتها واقتدى بها رجال فكر وفلسفة ،ولعظمة ماتمتع به الحمار من حقوق نشرت مجلة المصور عام 1997 لائحة لحقوق الحمير دبجها الراحل مدني صالح وحين نتامل تلك اللائحة اليوم نجد انفسنا لا ننتمي للحمير لافتقارنا للحد الادنى من تلك الحقوق ومن صفاته وصبره وعناده … وبعد دراسة معمقة لتاريخ ( الدواب) لم نجد افضل من البغل ليتوج عملتنا الورقية بدلا من الحصان والحمار ويعبر واقعيا عن حالتنا فلسنا من فرسان الاشتراكية او الدكتاتورية لنتخذ النسر اوالاسد او الحصان شعارا ولسنا من صنف الحمير الديمقراطي فما زلنا نراوح في ذات المكان بدون هوية فاصبحنا اقرب لصنف البغال
•فالبغل كما تشير المصادر حيوان هجين ولد من تزاوج حمار وحشي وفرس( مثل نظامنا السياسي) وهو أكثر حذرًا وذكاءً نقصد البغل وليس النظام ، يُقال إنه لا يتمرد او يعترض او ينهق ، وهذا ما يجعله مفيدًا في التضاريس الصعبة وتحمل تقلبات العملية السياسية وبامكانه ان يتقبل ادنى واتعس انواع الرؤساء والوزراء والسفراء والنواب والمستشارين. وليس غريبا ان تسلر ثورة تشرين بكل ما سال من دماء بمجلس وزراء من اللصوص …فقط بعضنا يتحمل هذه الحالة، بعد تحولنا من مرحلة الاستحمار لمرحلة البغللة، الاكثر تقبلا للاستعباد . واتذكر حين كنا مقاتلين نثقل احمال البغال في اعالي الجبال الوعرة وتحت وابل نيران المدافع ومعاناة التقلبات الجوية والبرد القارص ،كنا نتحمل المشقات لكن بعض البغال كانت تتامل عمق الوادي وتتوقف وتمتنع عن الحركة وفجأة تلقى بنفسها واثقالها لعمق الوادي اختيارا للانتحار ..كنا ناسف عليها ونحسدها على شجاعتها. وتخاذلنا…
ومن الطريف الاشارة ان عملية اعدام بغل مصاب بشلل الحركة لا تتم الا بموافقة وزير الدفاع، فللبغل قيمة ولكن يمكن تنفيذ الاعدام بالمقاتل المتخاذل بامر من امر او قائد ميداني ، وليس قرار وزير
ولكي تكتمل الصورة وتكون رسالة معبرة للاجيال القادمة ان نضع صورة حرامي القرن وام اللول وام(…) ورموز الاستثمار والاستعمار .. …على الوجه الاخر بدلا من الشخصيات التي تمثل علماء العرب في حضارتها المزدهرة…. فالصور الجديدة هي خير من يمثل عصر نظام التفاهة وعصر الجهل المقدس ويجسد مشاهد حياتنا اليومية …والبغل خير من يمثلنا واشك انه سيقبل بالترشيح ويفضل ان يختار شعبا حرا لا يرتضي ان يعيش بين الحفر…!