الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
البرلمان الجديد.. هل ينجح بالتغيير؟

بواسطة azzaman

البرلمان الجديد.. هل ينجح بالتغيير؟

وفاء الفتلاوي

 

شهدت الانتخابات الأخيرة في العراق أجواءً استثنائية لم تعرفها الدورات السابقة حيث جرت العملية الانتخابية في بيئة مستقرة أمنياً مع انسيابية واضحة في مراكز الاقتراع ما انعكس بشكل مباشر على ارتفاع نسبة المشاركة التي فاقت كل التوقعات.

تحليل النتائج الأولية يشير إلى تشكل تحالفات سياسية جديدة قد تعيد رسم ملامح البرلمان العراقي في المرحلة المقبلة وسط تنافس حاد بين الكتل التقليدية التي أدخلت وجوهاً شبابية جديدة لتعزيز حضورها وتلبية تطلعات الناخبين وهذه التحالفات المقبلة لن تقتصر على التوازنات التقليدية فحسب بل ستعكس محاولة القوى السياسية إعادة بناء الثقة مع المواطنين والاستجابة لمطالبهم الملحة.كما سلطت أجواء الانتخابات الانسيابية الضوء على قدرة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على إدارة العملية بنجاح بعد سنوات شهدت خلالها العملية الانتخابية عراقيل وتأخيرات متعددة وهذا النجاح التنظيمي أضاف بعداً إيجابياً للعملية الديمقراطية حيث شهد المواطنون تجربة انتخابية أكثر سلاسة وأماناً.في ضوء هذه المعطيات، تبرز أهمية قراءة نتائج المشاركة العالية ليس فقط كرقم إحصائي، بل كرسالة واضحة على أن المجتمع العراقي أصبح أكثر وعياً بمسؤوليته السياسية وأن المواطنين مستعدون للمطالبة بدور فاعل في تشكيل المستقبل السياسي لترسيخ النظام الديمقراطي وضمان ديمومة الاستقرار للبلاد.

ومن المؤمل ان تشهد المرحلة المقبلة إعادة صياغة التحالفات داخل البيت الأكبر المتمثل بالإطار التنسيقي الذي يسعى الى الحفاظ على قواه بعد ان نجح في ولادة حكومة قوية لعبت دوراً حاسماً في عبور العراق إلى بر الأمان في ظل التوترات الإقليمية؛ لكن الأهم من ذلك أن الشعب العراقي أرسل إشارة قوية مفادها أن العملية الديمقراطية قادرة على الصمود والنمو وأن الاستقرار الأمني والتنظيمي يشكلان عنصرين حاسمين لنجاح أي انتخابات مستقبلية

في الوقت نفسه لعبت الوجوه الشبابية الجديدة دوراً بارزاً في هذه الانتخابات حيث استطاعت أن تخطف أنظار الناخبين وتحقق نسب تصويت غير متوقعة ما دفع الفاعلين التقليديين إلى إعادة النظر في تحالفاتهم واستراتيجياتهم القادمة وهذا الحضور الشبابي يعكس رغبة المجتمع العراقي في دماء جديدة ومقاربات جديدة في العمل البرلماني دون أن يشكل تحركاً منظماً ضمن قوى سياسية قائمة.

وجود الوجوه الشبابية الجديدة في البرلمان يمثل إضافة نوعية للعملية السياسية، حيث أسهمت هذه الدماء الجديدة في زيادة حيوية الانتخابات وجذب شرائح واسعة من الناخبين ما انعكس على نسب المشاركة غير المتوقعة ومع ذلك لا يمكن إغفال دور النواب والخبراء التقليديين الذين قدموا خبراتهم الطويلة واستراتيجياتهم السياسية مسهمين بذلك في استقرار البرلمان وضمان استمرارية المؤسسات.

حضور كلا الطرفين الشباب والكبار يخلق توازنا مهما داخل المجلس حيث يجمع بين الحيوية والتجديد من جهة والخبرة والاستقرار من جهة أخرى كما أن هذا المزيج يعكس رغبة المجتمع العراقي في تجديد الدماء البرلمانية مع الحفاظ على التقاليد السياسية والخبرة المكتسبة ويعزز فرص العمل البرلماني الفاعل وتحقيق الإصلاحات المنشودة.

ويبقى السؤال الأبرز: هل سيكون هذا البرلمان الجديد مختلفاً عن سابقه الشبه عاطل أم ستتكرر نفس السيناريوهات القديمة رغم التغيير في الوجوه والتحالفات؟.. هذا ماستكشفه لنا الايام المقبلة.


مشاهدات 37
الكاتب وفاء الفتلاوي
أضيف 2025/11/23 - 3:51 PM
آخر تحديث 2025/11/24 - 12:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 34 الشهر 17169 الكلي 12678672
الوقت الآن
الإثنين 2025/11/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير