الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بين الحقيقة والإساءة.. سعدون جابر يوضّح: لم أقدّم نقداً لإبنة بلدي إنما نصيحة محبّة

بواسطة azzaman

بين الحقيقة والإساءة.. سعدون جابر يوضّحلم أقدّم نقداً لإبنة بلدي إنما نصيحة محبّة

بغداد - هدير الجبوري

 

في لحظة كان يفترض أن تُكرَّس للاحتفاء بمنجزات الفن العراقي وروّاده، وجد الفنان سعدون جابر نفسه في قلب عاصفة أثارتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تداولت تصريحات نُسبت إليه زيفاً، واتُّهم فيها بمحاربة المطربة الشابة رحمة رياض، متجاهلة تاريخه الفني الممتد لعقود طويلة، واسمه الذي ما زال رمزاً مهماً من رموز الأغنية العراقية الأصيلة...

تحدثنا انا والفنان سعدون   وتزامن ذلك مع اشتعال تلك الشائعات، وكان كعادته بسيطاً في كلامه متواضعاً مُحباً للآخرين. لم يبدي أي علامات امتعاض رغم حجم الإساءة، بل كان مهموماً  فقط بضرورة توضيح الحقيقة للرأي العام. وكلّفني  أن أنقل صوته عبر (الزمان) وعلى الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص ما يُنشر عنه مؤكداً أن (ما تبثه بعض الصفحات لا يمت للصحة بصلة، وأن هدف تلك الصفحات لم يعد يتجاوز السعي وراء أكبر عدد من الإعجابات، ولو كان ذلك على حساب سمعة فنانين كبار قدّموا للفن العراقي على مدى اعوام طويلة ما لا تُعدّه منشورات سطحية أو اجتهادات مغرضة). وعن حقيقة موقفه مما نُشر، قال الفنان سعدون جابر:

(لم أقدّم نقداً لابنة بلدي رحمة رياض، بل قدّمت نصيحة محبة وصادقة باعتبارها ابنة صديقي العزيز الراحل رياض أحمد).

فرصة غناء

وأضاف مؤكداً: ( أنا أول من شجّعها قبل سنوات، وقد وقفتُ معها وهي تغنّي معي اغنية ( عشرين عام أنكضن) استغرب الكثيرون يومها وقالوا: كيف تمنح رحمة هذه الفرصة لتغني معك؟ وكنت أجيب دائماً: إنها ابنة المرحوم رياض أحمد، ويجب أن نشجعها وندفعها إلى الأمام). فهل يُعقل -والكلام له- أن يدخل في منافسة مع فنانة شابة، هي قبل كل شيء (ابنة صديقه)، ويتمنى لها الخير في كل خطوة تخطوها، خصوصاً بعد اختيارها لتكون ضمن لجنة تحكيم أحد برامج اكتشاف المواهب؟

ثم أوضح جابر أن نصيحته لم تكن هجوماً ولا انتقاصاً من موهبة رحمة، بل تشجيعاً على تطوير أدواتها(رحمة تملك موهبة، لكن عليها أن تنمّي هذه الموهبة بالدراسة والتمرين الجاد، وأن تتوجه لدراسة الموسيقى كي تطوّر نفسها وتثبت حضورها الفني).

وأشار إلى أن (المشوار الفني لا يقوم على الشهرة العابرة وبعد عشر سنوات أو أكثر، لن يبقى معها سوى شهادتها الدراسية وسلوكها الطيب مع نفسها ومع الناس).

ولم يتردد في المقارنة التاريخية، لا بغرض الانتقاص، بل لإيضاح حجم التحدي:(إذا بقيت على هذا الحال، فمن غير المتوقع أن تقدّم أعمالاً كبيرة مثل فناناتنا الكبيرات: سليمـة مراد، عفيفة إسكندر، مائدة نزهت، أمل خضير، أو سيتا هاكوبيان).

إلى متى تستمر الإساءة لرموز الفن؟

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو الى متى تبقى صفحات التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة للإساءة إلى رموز الفن العراقي؟

لقد أصبح من غير اللائق  بل من المؤلم أن يُزج بأسم فنان كبير مثل سعدون جابر في صخب الشائعات والفوضى غير المسؤولة. فهذه الصفحات، الباحثة عن موجة مايسمى باللايكات  تستخدم أسماء الفنانين الكبار كطُعم لجذب التفاعل، دون أدنى اعتبار لأثر ذلك على سمعة رموزٍ أسهموا في صناعة هوية الفن العراقي وحضوره العربي.

وأين دور الرقابة؟ ومن يضع حدًا لهذه الظاهرة التي أفسدت الذوق العام، وأدخلت المجتمع في دوامة أخبار ملفقة، باتت تستهلك اهتمام الناس وتشوّش وعيهم؟

ختامًا… الحقيقة واضحة

الفنان سعدون جابر لم يهاجم، لم ينتقص، ولم يحارب أحداً.

ما قاله كان نصيحة فنية أبوية، صادقة، تُذكّـــــر بأهمية الاجتهـاد والدراســـــــــــة، وتمنح رحمة رياض وغيرها من شــــباب الفن  خارطـــة طريق لتعزيـز حضورهــــــــــــم واستدامة عطائهم.

أما ما نُســب إليه، فليس سوى محــــــاولة مكشوفة لتأجيــــــــــــج الخلافات، وتوظيف اسم فنان كبير بهدف تحقيق مكاسب رخيصة.

ويبقى السؤال:

متى سيدرك ناشرو الشائعات أن الفن العراقي أكبر من أن يُختزل في منشور، وأعمق من أن يُشوّه بكلمة.

 


مشاهدات 40
أضيف 2025/11/22 - 2:02 PM
آخر تحديث 2025/11/23 - 2:37 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 117 الشهر 16418 الكلي 12677921
الوقت الآن
الأحد 2025/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير