الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رحيل فارس السرد البدوي والبيئة الريفية السعودية

بواسطة azzaman

رحيل فارس السرد البدوي والبيئة الريفية السعودية

الموصل - سامر الياس سعيد

نعى الاتحاد العام للادباء والكتاب في نينوى رحيل الكاتب والاديب فارس الغلب بعد معاناة مع المرض ونعت صفحات زملائه من الادباء والكتاب رحيل الغلب الذي اتسمت كتاباته وسردياته بالبيئة الريفية التي انحدر منها محافظا من خلالها على سياق التقاليد والمثل التي اتسمت بها وكتب الكاتب حاجم الراكان كلمات نعى من خلالها الاديب الراحل  على موقعه الشخصي على الفيس بوك متناولا فرص اللقاء التي جمعته به وقال الراكان في سياق النعي. انعيك ، وأنا الذي يهرب من نعي الأحبة على الفيس، لأن وقع الحدث اكبر من الكتابة في حين، او لأن الكتابة في أحيان ليست فرض عين، وقد وفى الأحبة بفرض الكفاية عن الآخرين.

وتابع الراكان باشارته للتواصل مع الغلب فقال تهاتفنا مرات، وانا في عمان، ولم اعلم أنه فقد وحيده الغالي محمد (الشهيد)، ولم أعزيه به. ولما عدت وعلمت وفي اول لقاء أردت أن اعتذر، فكان كالكبار دائما يعطي العذر قبل أن يسأل، ويبدل الحديث ليداري ما بداخله من شجن، ويحمد الله كالمؤمنين. واختتم الكاتب  بالقول ان فارس الغلب الذي لم تطعمه الحياة إلا من ريقها المر، وبقي صامدا بوجه مصاعبها بلا شكوى ولا تذمر فأعلم أنه جبار بجسده النحيف مسترسلا بان الاديب رحل وهو الأدب الرفيع الذي بقي حريصاً فيه على التعبير عن بيئته وبداوته التي احبها على ما يبدو.  اما الصحفي والاعلامي اكرم توفيق فقال في سياق نبا رحيل الغلب بكونه علم  بالخبر من خلال  سطور المبدع العزيز صالح إلياس وهو ينعى رحيل القاص والأديب فارس الغلب… فاستوقفتني الذكرى، ووجع الفقد، وملامح رجل حمل من الأخلاق ما ندر، ومن النُبل ما يشبه البياض الذي لا يتلوث.

واشار توفيق لسابق معرفته بالغلب فقال عرفته يوم كان يعمل محررًا في قناة سما الموصل التي تشرفت بإدارتها بين عامي 2010 و2014. كان فارس  كما اسمه .. هادئ الروح، عميق الفكر، صادق الكلمة، لا يرفع صوته إلا احترامًا، ولا يكتب جملة إلا وفيها ضوء. رحيله خسارة للأدب وللموصل ولقلوب أحبته. اما رئيس فرع نينوى لاتحاد الادباء والكتاب سعد محمد فنشر صورته بجانب الاديب الراحل واعتلتها تلك الكلمات (كان العم فارس الغلب مثالًا للمبدع النبيل، والإنسان العفيف الهادئ، والقلم الّذي يحوّل وجع حياته إلى حكايات خالدة). فيما نعاه الاديب والاكاديمي  احمد جار الله حيث دون على موقعه على الفيس بوك قائلا

(التقيت به أول مرة في منتصف التسعينيات في جريدة الحدباء ، رجل قليل الكلام ، لكنه كثير الحكمة إذا نطق ، يميل إلى الصمت والهدوء وسط أعتى العواصف التي تعتري المشهد الأدبي منكفئا على إبداعه فحسب ، ثم تكررت اللقاءات حتى وجدت بين يدي نسخة مهداة لي من  كتابه القصصي المميز ( خربشات سعيد بن هدالج ) الذي أدهشني بقدرته على توظيف المرجعيات البدوية في القص الحديث من لغة وأجواء وشخصيات وأحداث ، فكتبت عنه دراسة طويلة نشرت لاحقا في دراسات موصلية ، وتواصلت لقاءاتنا لاسيما في المقاهي والمناسبات الأدبية ، كنت أرى فيه صورة الأخ الكبير الناصح ، والمبدع المتواضع الروح والخلق رغم منجزه السردي المميز الذي لم ينل حظه الكافي من الضوء والإعلام ، وأتابع عموده الاسبوعي المقالي في جريدة (عراقيون) الذي يكتبه بلغة لا يكتبها إلا فارس الغلب ، ثم وقع الحدث المؤلم بفقدانه ولده الفتي الوحيد ،الذي أوصل لي مرة كتابا من أبيه إلى الكلية ، فوجدت فيه الخلق الرفيع والمهذب لأبيه  ، وسرعان ما خطف الموت هذا الشاب المضيء في سماء أبيه التي تحولت إلى عتمة نفسية قاسية وعميقة كتمها بكبرياء الفارس البدوي الأصيل ، لم يخرج منها أحيانا إلا بما يكتبه من قصص وروايات . مرت سنوات الفقد وتلتها سنوات المرض ، لكن الغلب ظل فارسا بكبريائه النبيل وصبره على المحن التي تتالت عليه وخطفته في كثير من الأحيان من لقاءات الأدباء والفعاليات ، إلا ما كان بيننا من اتصالات مرات حول ما يكتبه أو ما يصدره ، وظل  د.ناظم علاوي  صديقه الأقرب الذي ينقل إلينا أخباره ويطمئننا عليها ويساعده دوما في العودة إلى المشهد الأدبي .. لكن أحدا لم يتوقع أن يغلب الموت فارسا بهذه السرعة الخاطفة وهو لم يزل يقاوم رغم مرضه الترجل عن صهوة الإبداع ويخطط لأعمال سردية جديدة ..

 


مشاهدات 60
أضيف 2025/11/21 - 11:15 PM
آخر تحديث 2025/11/22 - 2:35 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 114 الشهر 15537 الكلي 12677040
الوقت الآن
السبت 2025/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير