ذكرياتي مع المفكر الإسلامي المرحوم الأستاذ الدكتور السيد داود العطار
حسين الصدر
-1-
في كلية الحقوق بجامعة بغداد تعرفت على المفكر الإسلامي الفذ المرحوم الدكتور السيد داود العطار في أواسط ستينيات القرن الماضي وكان زميلي في الدراسة حتى تم اكمالنا لدراستنا عام 1967.
-2-
وكان الفارق في العمر بيني وبينه (17) عاماً فقد أنهى الثانوية وانصرف إلى العمل التجاري، ثم قرر استئناف الدراسة فدخل كلية الحقوق في جامعة دمشق وحين نجح انتقل إلى كلية الحقوق في جامعة بغداد.
-3-
والسيد العطار أديب لامع، وشاعر مُجيد، وداعية مخلص، ومثقف محيط بثقافة عصره.
-4-
كان من ألمع الطلاب في مرحلة الدراسة الجامعية.
-5-
وكان له فضل تأسيس مواكب الطلبة في الكاظمية، وقد كنت ممن شارك فيها، وكنت ألقي قصيدة الختام في الصحن الكاظمي الشريف.
-6-
أكمل دراسة الماجستير في بغداد، وحصل على الدكتوراه من مصر، ودرّس علوم القرآن في كلية أصول الدين ببغداد.
-7-
كان شخصية محبوبة وازنة يحبه من يتعرف عليه.
-8-
كتب لي قصيدة عصماء جاء فيها:
(حسينُ) تفرستُ في طَلعتِكْ
فبانَ ليَ النبلُ في مُقْلَتِكْ
وإنَّ يدَ اللهِ إِذْ صوَّرَتكَ
أشاعت سنا الخير في صورتكْ
-9-
وحين توفي في 28 جمادى الأولى عام 1403هـ أقمت له حفلاً تأبينياً في (مؤسسة أهل البيت عليهم السلام) القريبة من مرقد الحوراء زينب (عليها السلام) في الشام حيث كنتُ مقيماً يومها في الشام.
-10-
وهذه سطور محبة ووفاء في الذكرى السنوية الرابعة والأربعين لرحيله وقد كانت وفاته فاجعة مروّعة لكل محبيه وعارفيه فضلاً عن أسرته وذويه.
وإذا كان قد غاب عنا بجسده فلن تغيب مآثره ومواقفه وخدماته الكبيرة للدين والشعب والوطن.
تغمده الله بواسع رضوانه وحشره مع أجداده الطيبين الطاهرين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.