الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الطفولة أمانة كونية

بواسطة azzaman

الطفولة أمانة كونية

جاسم العزاوي

 

الطفولة بذرة غرسها الرب في الوجود؛ كي تتناسل مزرعة البشر بستاناً وارف الإستمرار.. لا ينقرض؛ ولكي تشب النبتة مستوية على ساقها، لا بد من عناية ميدانية، وفق مفاهيم واقعية، تلائم التقاليد المتبعة في كل مجتمع، ومنها العراق الذي ينوء بأعباء متوارثة وأخرى تستجد مع مرور الزمن وتقلبات الحياة، لكنها أعباء ليست معجزة للطب وعلم الإجتماع والإدارة النفسية للأفراد.

فنحن جزء فاعل في الأسرة الدولية، نلتزم بإرادتها، إذ يحتفل العالم في العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر كل عام، بيوم الطفل العالمي؛ بناءً على توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1954م، التي خصصت يوماً للتآخي والتفاهم بين أطفال العالم.

إن تحديد يومٍ عالمي للطفولة يعني تسليط الضوء على مرحلةٍ عشناها، نحن والأجيال قبلنا، من دون أن نفهم معناها العميق، لا نحن، ولا من يملك الأمر والسلطة، ولا حتى كثيرون ممن لم يدركوا ما تحمله الطفولة من معاناةٍ وقصصٍ وأفكارٍ وتفكيرٍ، لو جُمعت لملأت الأرض، بل لغزت الفضاء.

ففي كل واحدة من لحظات الطفولة آهات وضحكات.. ألم ونشوة.. حب وكره.. صمت وكلام.. نوم ويقظة؛ إنها حياةٌ نابضة لا يتوقف فيها الدماغ عن التفكير والبحث والفضول... تنطوي على تطلعات وإرتدادات، وتقدم وتراجع، وإنغلاق وإنفتاح.

فرصة للتأمل

الإحتفال العالمي بهذا اليوم؛ دعوة إلى التأمل والتصحيح.. كل مجتمع ودولة على حدة.. وفرصة للتأمل وكشف المعنى الإنساني الحقيقي للإهتمام بالطفولة وحقوقها في: اللعب، والتعليم، والصحة، والمعاملة الكريمة. فالطفل بذرة الإنسانية، ومصدر الفرح، وجمال المعنى، ونقاء العاطفة؛ واجبنا أن نغمره بالرفاه سلاماً حتى تشتد السنوات في جسده وعقله، متولياً أمر نفسه على حافة مسؤولية أولياء الأمر وليس خارجها، وفق تراتب السلطات أخلاقياً ورسمياً.. رصانة العائلة وأعراف المجتمع وقوانين الدولة وتعاليم الدين المتبع حيث ما نشأ الطفل.

يكبر الطفل.. في كنفنا.. على الحب والثقة بالمستقبل، إنتماءً وجدانياً وليس قسرياً، يتمرحل على صفحاتٍ عمرية نقيةٍ تتقبل الفكر الصالح والكلمة الطيبة، فيُصلح نفسه ويُصلح الآخرين مسهماً بالرقي الحضاري.

وأما في المستقبل، فالبناء يقوم بقدراتٍ تُستثمر، وأعظمها إستثمار القوى البشرية في العقل والعاطفة والمهارة والمعرفة، من خلال الرعاية الرسمية المسؤولة عن توظيف ثروات البلد ووفوراته في خدمة الشعب، بالإستثمار الإنساني الأقصى للعقول الأكاديمية والأيدي الماهرة.

ولن يتحقق ذلك إلا بتنشئة مثالية في الحد الأدنى من الإعداد التربوي الذي يبدأ بتأمين إحتياجات الطفل الذي نُعدّه ليكون كما يريد الله الحق، ويتوخى الإنسان الساعي إلى الحق.. بالحق نبدأ منهج التربية وبه نختتم طفولة النشء لنطلقه إنساناً صالحاً في الحياة.. بكل إشتمالات الصلاح الواضحة التعريف في رؤى تعاليم الأديان وقوانين الدول وتقاليد المجتمعات.

كتاب ينشر هذه الايام :

ومن هذا المنطلق، نشارك في هذه الأيام بالإحتفال بيوم الطفل العالمي، ونُطلق من خلاله كتابنا الجديد الذي يتضمن رؤيتنا وفهمنا للطفولة وحقوقها، بعد أن كنّا من أوائل من عانوا من فقدان جوهرها.

إنه كتابٌ في حقوق الطفل من زوايا القانون والمجتمع والطب، كما يوظف معاني الجمال الإنساني في الأدب والفن والهوية لبناء إنسانٍ متكامل.

يضم الكتاب مجموعة من المقالات نُشر بعضها، وبقي بعضها الآخر يتوهج في الذاكرة؛ فقررنا نشرها علّها تنفع وتُحفّز.

ونتوقع أن يرى هذا الكتاب النور في يوم الطفل العالمي 20 / 11 / 2025، قد يتأخر صدوره بضعة أيام؛ لظروف طباعية، لكنه لن يتأخر عن التزامن مع المناسبة.

 

نقيب الأطباء الأسبق


مشاهدات 31
الكاتب جاسم العزاوي
أضيف 2025/11/19 - 5:26 PM
آخر تحديث 2025/11/20 - 1:05 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 55 الشهر 14168 الكلي 12575671
الوقت الآن
الخميس 2025/11/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير