الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإستقالة ..أخلاق مَن؟

بواسطة azzaman

الإستقالة ..أخلاق مَن؟

فاتح عبدالسلام

 

حين تحدث مشكلة أو كارثة أو يقع خطأ جسيم في أي مؤسسة أو وزارة أو حكومة، نرى اللجان التحقيقية تمد أمامها قطيعا من أكباش الفداء من أجل هدف واحد لا غير هو حماية الرأس الأعلى، بالرغم من انّ الجميع يعلم علم اليقين أنّ عفن الفساد والخلل والعطب يسكن تلك الرأس. ويتناسل هذا السلوك ليكون ثقافة راسخة وتقاليد عميقة، تكفل أن يلقي الوزير على وكيله أو المدير العام المسؤولية، ويفعل المدير ذات السلوك للخلاص من الإدانة في وضع الموظفين الأصغر على مذبح المسؤولية والحساب. لذلك ينجو الفاعل الحقيقي غالباً، وهو ذاته يقوم بالصعود على سلالم التدهور مرة أخرى.

من هنا، ليس للإصلاح مكان تحت شمس بلادنا، كما ليس هناك أمل لكي ينجو البنيان العام من الانهيار في كل حقبة زمنية، حتى لو كانت بين عشرين الى أربعين سنة. إنّه مسلسل قابل للتكرار بعناوين وأشكال ووظائف متنوعة.

من هنا، تكون الديمقراطية مبنى عاماً أجوف بلا معنى، فنرى في أعقاب ذلك تكرار الفشل واستمراء خيانة الأمانة واستباحة المال العام واللعب الرخيص بالتشريعات. وتلك أمور في غاية الأهمية يجب أن نضعها نصب عيوننا، ونحن نطالع خبراً مفاده استقالة المدير العام ورئيسة الاخبار في هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، بسبب بث برنامج وثائقي جرى في خلاله تعديل جزأين من خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معاً، في حقبة سابقة، ليبدو الرئيس وكأنّه يشجع صراحةً أعمال الشغب التي حدثت في مبنى الكابيتول الأمريكي وقامت حولها الضجة السياسية والقضائية في كانون الثاني 2021..

 الاستقالة في الديمقراطيات الراسخة، ليست سلوكاً وظيفياً، وانّما هي نهج سياسي والتزام أخلاقي وقرار مهني في التوقيت المناسب من اجل اكمال المسيرة.

في العراق، توجد استقالات أيضاً على شكل اوراق مكتوبة ومبصوم عليها، يكتبها بعض المسؤولين لرؤسائهم من أصحاب نعمتهم قبل تسلمهم المناصب، لكي يجرّوهم كالخراف في كل حين، ويسوقوهم الى الحضيض اذا لعبوا بذيولهم.

 

fatihabdusalam@hotmail.com


مشاهدات 67
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2025/11/11 - 12:20 AM
آخر تحديث 2025/11/11 - 2:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 91 الشهر 7381 الكلي 12368884
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/11/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير