60 عملاً إبداعياً لـ 27 فناناً.. تشكيل عراقي في السويد بمعرض هوية على قماش
ستوكهولم - محمـد الكحـط
في فعالية فنية متميزة وبأجواء بهية، شهدتها قاعة هوسبي كورد في ستوكهولم في الاول والثاني من تشرين الجاري حيث افتتاح المعرض السنوي السادس والعشرين لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد، تحت عنوان (هوية على قماش)، والذي أقيم برعاية السفارة العراقية في السويد، وبحضور جماهيري لافت، ومن ممثلي السفارة العراقية والسلك الدبلوماسي في سفارة العراق في السويد يتقدمهم القائم بأعمال السفارة محمد عدنان، وبحضور أعداد كبيرة من أبناء الجالية العراقية والعربية والسويدية والعديد من ممثلي الجمعيات والنوادي.وكان للموسيقى العراقية دورها ومكانها، حيث أنامل الفنان فيصل الغازي تداعب آلته الموسيقية القانون، وصدحت معها أصوات الجمهور بالأغاني العراقية التراثية، مما أضفى جوا من البهجة على أجواء المعرض.
شارك في أعمال المعرض 27 فنانا، وبأعمال فنية مختلفة بالتقنية والعمل، حوى المعرض أكثر من 60 عملاً بين الرسم والنحت والسيراميك والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي، والأعمال التركيبية والواقع المعزز «دجيتال» وغيرها ومن مدارس فنية مختلفة ما بين السيريالية والواقعية والانطباعية وغيرها، وتناولت مضامين أعمالهم مواضيع الحياة بشتى أنواعها، وأعطت هذه الأعمال الوجه الآخر للعراق، عراق الفن والعطاء والإبداع الجميل. وكانت رؤية القائمين على المعرض كما حددوها هي:( ينطلق معرضنا من أيمان عميق بأن الهوية ليس مجرد موروث جامد، بل كيان متجدد تنسخه التجارب الإنسانية وتعيد صياغته الفنون عبر الزمن، يسعى المعرض إلى استكشاف جوهر الهوية من خلال لغة اللون والخط والرمز، حيث تتحول اللوحة إلى مساحة حوار بين الأصالة والحداثة، وبين الفرد والمجتمع، وبين الذاكرة والحلم. تتمثل رؤيته في بناء جسر بصري وثقافي يربط الماضي بالحاضر، ويمنح الفنان مساحة للتعبير عن ذاته بجرأة ووعي وأنتماء. «هوية على قماش» ليس مجرد عرض لأعمالٍ فنية، بل هو مشروع تأمل في معنى الأنتماء، وتجسيد لفكرة ان كل لون وكل خط هو خليط في نسيج الهوية التي لا تنفصل عن الإنسان ولا تنتهي بتجدده).
واستهل عريف الحفل منذر نعمان عوفي قائلا (يجسد المعرض حواراً بصرياً بين الذاكرة والهوية، حيث يتحول القماش إلى مساحة تعبّر عن الانتماء، واللون إلى لغةٍ تحكي حنين الوطن. معرضٌ يجمع الأصالة بروح التجديد، ليؤكد أن الفن هو الجسر الأجمل بين الإنسان ووطنه، أينما كان....)،وقدم رئيس الجمعية عمر العاني كلمة الجمعية ومما جاء فيها، (يأتي معرض «هوية على قماش» احتفاءً بالإبداع والهوية، بمشاركة سبعة وعشرين فنانًا وفنانة جسّدوا برؤاهم تنوّع التجربة الفنية وثراء الانتماء) كما اثنى (على الدور المميز الذي قامت به لجنة فحص الأعمال برئاسة الفنان سامويس وعضوية الفنانين يعقوب جوخدار ومحمود غلام، لما أبدوه من حرصٍ وخبرة في اختيار الأعمال المشاركة بما يليق بروح هذا المعرض)، وكان لراعي المعرض السفارة العراقية كلمة قدمها القائم بالأعمال محمد عدنان جاء فيها، (رائع أن نلتقي اليوم تحت اسم العراق وهويته، ورائع ان ترعى السفارة مثل هكذا نشاط، نشاط يجمع دبلوماسية الرسم والإبداع والتصوير بدبلوماسية الكلمة الحضور والكلمة. نبارك لجمعية التشكيليين العراقيين إقامة هذا المعرض الذي يعد واحداً من الفعاليات الثقافية المهمة التي نعتز بها، لما يحظى به المعرض من أهمية كبيرة ليس للمهتمين بالفن التشكيلي فحسب وانما لعموم أبناء الجالية العراقية وللمهتمين في المجتمع السويدي، فهو يعبر عن هوية حضارية وثقافية عراقية ممتدة عبر السنين وعطاء لا ينضب، وما يقدمه في هذا العام الفنانين المشاركين في هذا الملتقى المتميز هو تعبير عن تلك الهوية الثقافية العراقية، أجادت الجمعية حين اختارت الاسم والعنوان فهو رسم على خارطة العراق ورسم للعراق وهو رسالة دبلوماسية حضارية ينقلها الفن التشكيلي العراقي إلى المجتمعات الأخرى ليقول أن العراق حاضر في كل مكان بفنونه وإبداعه ونخبه المتميزة. وما تواجدنا اليوم بينكم الا دليل على حرص واهتمام كبير توليه الحكومة العراقية للمثقفين العراقيين في الخارج وفي مملكة السويد بشكل خاص، والسفارة اليوم لا تشارك في الحضور فحسب بل برعاية وإقامة النشاطات الثقافية والاجتماعية وهو هدف وأولوية نسعى بكل حرص على تحقيقها وفي مختلف المجالات)، أما الفنان شاكر عطية من مؤسسي الجمعية ورئيسها لعدة دورات تحدث عن البدايات والتطور الحاصل في المعرض السنوي، وظروف تأسيس الجمعية قبل 26 عاما، مستذكرا العديد من الفنانين الذين رحلوا، بعدها دعا ضيفي الشرف على المعرض وهما الفنانة السويدية كريستين ويكستروم والفنان أشرف الأطرقجي.
كما جرى تقديم هدية تذكارية للقائم بالأعمال في السفارة العراقية تعبيراً عن الامتنان والتقدير لدعمه واهتمامه بالثقافة والفن العراقي في السويد، وكانت الهدية عبارة عن لوحة تمثل خارطة العراق بالخط العربي وباللون الفضي.
أما المشاركين في المعرض فهم :عمر العاني، ساموي، ليث عباس، أشرف الاطرقجي، ياسين عزيز، محمود غلام، شاكر عطية، لبنى الشيخلي، كرستين ويكسترم، هبة سعدون، عباس العباس، مؤيد سام، يعقوب جوخدار، باسم ناجي، أشنا دولت، كريم الذهبي، مارسلين اليا، وفاء غالب، وصفي الهلالي، عصام عودة، آلاء عكلة، لانا كورد، رائد حطاب، فريد الزبيدي، سليمة سليم، نمير حطاب.
عدسة: باسم ناجي