مقالات في الدبلوماسية الحضارية.. الاستراتيجية فلسفة الانسان وثقافة المجتمع

ابراهيم خليل العلاف

خلال تفضله بزيارتي في داري أمس مساءً 29 من تشرين الاول - اكتوبر الجاري 2025 ، قدم لي السيد وزير الثقافة والسياحة والاثار الاخ والصديق العزيز الاستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني نسخة من كتابه الجديد الموسوم ( الاستراتيجية ..فلسفة الانسان وثقافة المجتمع ..........مقالات في الدبلوماسية الحضارية) ، وقد صدر عن (دار الامان )في العاصمة المغربية الرباط 2025. أشكره على الكتاب وعلى الاهداء الجميل متمنيا له التوفيق والتقدم .

وقد قدم للكتاب الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة الايسسكو أي منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة . وقال ان الكتاب يمتاز ب « بجدة المقاربة والقدرة على تشخيص مواطن الخلل في منهاج التخطيط الاستراتيجي المتنصل عن نواظم الحكمة واكد ان ثمة حاجة الى تمثل ثقافة المجتمع ، والاقتراب المنصف من مكوناته وخاصة في سرديات تنوعها وثراء منجزها الحضاري» .

الشيء الجميل الذي أتى به المؤلف هو انه احتفى بالمنظمة منظمة الايسسكو من خلال وصف عملها في تعبير جديد ومبتكر وهو (الدبلوماسية الحضارية) في اشارة تثمين لما تقوم به في ميدان تأكيد قوة الدول وخاصة في الجوانب الثقافية ، والحضارية البناءة .

وكم نحن اليوم وفي كل عالمنا العربي ومحيطنا الاسلامي الى الاستراتيجيات التي تحكم فلسفة الدول وثقافة المجتمعات التي تحدد الهوية القومية والانسانية والمؤلف وهو يتبوأ أعلى موقع في الدولة العراقية المعاصرة على المستوى الثقافي وهو وزير الثقافة والسياحة والاثار ، استطاع في كتابه هذا ان يرسم العلاقة بين الفلسفة ، والاستراتيجية ، والدور الثقافي وهذه العلاقة هي من تحدد قيمة وقدرة وقوة اي دولة تبتغي النهوض والتقدم والاستمرار والتميز والتكيف إزاء التحديات تحديات العصر ومكنوناته وايضا من المؤكد ان ما خدم المؤلف وهو يجمع رؤاه وافكاره ومقالاته ال (30) في هذا الكتاب انه مؤرخ ، والتاريخ ابو العلوم ومن غير المؤرخ من هو قادر على سبر غور المجتمعات ووضع اليد على محركات المجتمع وآليات تقدمه لذلك فقد تعرض الكتاب هذا الى الانسان ، والاستراتيجية واستراتيجية المرونة واستراتيجية لازمة واستراتيجية الاحتواء واستراتيجية الوقاية واستراتيجية الترقب والصبر الطويل والتحالفات والتوازن وكسب الولاءات والجسر الواحد والتحدي والتغافل عن الصغائر . ووقف عند نقطة محورية مهمة وهي التنبيه الى خطورة وجود ما اسماه «استراتيجية البطانة التي تبني سورا بين المسؤول والناس». فضلا عن خطورة التبعية ، والتهميش ، وتغليب الانفعالات ، وتعبئة الشارع بدون وضع حلول لكن عندما يستطيع القائد ان يضع نصب عينيه خدمة الانسان ، وتعميق ثقافة المجتمع واستحضار الجوانب المشرقة في مسيرة الامة يكون النجاح حليفه .

كتاب ثمين ، ومهم ، وانصح المسؤولين عن وضع الاستراتيجيات بقراءته ، والاطلاع عليه والافادة من اطروحاته الغنية والمهمة والفعالة .

شكرا اخي وصديقي معالي وزير الثقافة والسياحة والاثار في العراق ، والى مزيد من الانتاجات المعرفية .

بقي ان اقول ان السيد الوزير كاتب ، ومؤرخ ، وقاص ،واداري ، تولى عمادة كلية العلوم السياسية في جامعة الموصل لفترة ، وهو معروف بكتاباته الجادة ، والرصينة ..كما هو معروف بقربه من الناس والاصغاء الى طروحاتهم وما يطمحون اليه .

□ كاتب ومؤرخ