جهاز تنصت في المرحاض
ياسر الوزني
أنا على يقين أنك ستقرأحتى السطرالأخيرحتى تظن أنك ظافراً بواقعة باطلة أو نكتة جديدة تتخطى عندها السؤال المعتاد (هل سمعت آخر نكتة ؟) ذلك لأنها باتت عادة يومية وظاهرة غير مستحدثة تعبرعن مشاعرالناس تجاه مسئوليها حين ترتفع درجة صراحة الوطن وينخفض مستوى نفاقه وقد ينصرف هذا الى رغبة الشعوب الطامحة بمايسمى الدولة (الأناركية) وهي أرادة لبناء مجتمع إنساني تختفي فيه السلطة ولا يهيمن عليه فرد أو جماعة بأعتبارها آلية أستبدادية وقهرية وقمعية تلغي إرادة وحرية الإنسان وحينها يرفض اللاسلطويون مختلف الأشكال التنظيمية للمجتمع القائمة على السلطة كالدولة،قد تعجب حين تعلم أن جهاز التنصت حقيقة كشفها بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق في مذكراته التي سماها (آنليشد_مطلق العنان) وهويتناول تجربته مع السياسة وخصومها بشعره الأشعث اذ ماكاد ألاأن يكون علامة تجارية ساهمت في تجاوزمبيعات الكتاب الى 40 ألف نسخة عند الاسبوع الأول من الأصدار،لقد جاءت المذكرات على تفاصيل كثيرة ومتشعبة منها المفاوضات بشأن خروج بريطانيا من الأتحاد الأوروبي ثم أصابته بجائحة كورونا وكيف كان يفكرفي إصدارتوجيه للقيام بغارة عسكرية على مستودع في هولندا لأستعادة الملايين من لقاحات أسترازانيكا،يقول جونسون في مذكراته (وهي في 700 صفحة) أن زيارة قام بها بنيامين نتنياهو إلى مكتبه سنة 2017(حين كان وزير خارجية بريطانيا) وطلب منه أستخدام المرحاض الخاص(الموجود في جناح سري) ثم عثرت أجهزة الأمن البريطانية بعد ذلك على جهاز تنصت قد تمّ زرعه هناك ويضيف جونسون إنه كان على وفاق مع نتنياهو وإن القراء يجب ألا يستخلصوا من ذلك أستنتاجات أوسع حول الزعيم الأسرائيلي من تلك الحكاية، شكراً سيد جونسون على هذه النصيحة وبأعتباري واحداً من القراء فأني أقترح عليك أن تصاحب أغنية أشكيك لمين الخصم أنت والحكم أشكيك لمين؟