فعاليات تنظيم داعش في العراق وسوريا خلال شهر أيلول/ سبتمبر 2025

اعداد

اللواء الركن المتقاعد

الدكتور عماد علوّ الربيعي

واللواء الركن المتقاعد

الدكتور وليد الراوي

المقدمة

في ضوء المتغيرات الأمنية السريعة في الشرق الأوسط رأينا، كباحثين في موضوع مكافحة الإرهاب والحركات السلفية الجهادية رصد نشاطات تنظيم د11ش، في العراق وسوريا خلال شهر أيلول/ سبتمبر 2025، عبر جمع وتحليل تقارير ميدانية ومنصات رصد محلية ودولية، تُظهر الأدلة استمرار نشاط بعض الخلايا النائمة والعمليات الإرهابية في صحارى دير الزور والرّيف والبادية السورية، ومناطق حدودية وصحراوية في العراق. وقد اعتمدنا في معلوماتنا على تجميع الحوادث الموثقة خلال الفترة (1–30 أيلول/ سبتمبر 2025)، وتصنيفها جغرافياً ونوعياً، وتحليل المؤشرات التكتيكية والاستراتيجية (أهداف، وسائل، توقيت)، وتقييم ردود الفعل الأمنية.

عمليات التنظيم في الساحة السورية

لايزال التنظيم ينشط بشكل واضح في الساحة السورية وكما هو موضح في الجدول رقم (1) أدناه:

الجدول رقم (1)

عمليات تنظيم داعش في الساحة السورية في شهر أيلول/ سبتمبر 2025

المصدر: من عمل الباحثان

     يتضح من الجدول رقم (1)، أن فعاليات التنظيم تتركز في المثلث (الحسكة – دير الزور- الرقة)، وخصوصا" في المناطق المحاذية لنهر الفرات، وهي مناطق انتشار وانفتاح قوات سوريا الديمقراطية (قسدSDF)، كما يؤشر استخدام الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة بشكل واسع ضد الأهداف، وهو دليل على أن الحواضن المجتمعية الداعمة للتنظيم في سوريا لاتزال ترفده بالموارد البشرية ولربما حتى الدعم اللوجستي. ومن الواضح أيضا" أن عمليات التنظيم تستهدف مناطق نائية هشة من ناحية الحماية والاسناد المتبادل وهذا دليل على ضعف في خبرة عناصر التنظيم من ناحية الاستعداد القتالي.

عمليات التنظيم في الساحة العراقية

    تراجعت بشكل كبير قدرات تنظيم داعش القتالية في الساحة العراقية وهذا ما لمسناه من خلال الجدول رقم (2) أدناه:

الجدول رقم (2)

عمليات تنظيم داعش في الساحة العراقية في شهر أيلول/ سبتمبر 2025

المصدر: من عمل الباحثان

يتضح من الجدول رقم (2)، أن خلايا تنظيم داعش في الساحة العراقية من الضعف بحيث تتجنب الاشتباك المسلح المباشر مع القوات المسلحة العراقية، المستمرة بملاحقة ومطاردة فلول التنظيم وخلاياه النائمة وفق معلومات استخبارية دقيقة، والدليل على ذلك استخدام التنظيم للعبوات الناسفة (IEDs)، فقط خلال عمليتين فقط طيلة شهر أيلول/ سبتمبر 2025، تركزت في محافظات غربية وصحراوية الأنبار، نينوى، صلاح الدين وبعض أجزاء من الوسط والجنوب سجلت نشاطات متفرقة من خلايا نائمة.

نمط عمليات داعش في سوريا والعراق   

اعتمد نمط قتال عناصر تنظيم داعش الإرهابي على نصب الكمائن، وزرع عبوات ناسفة (IEDs)، وفي بعض الأحيان هجمات على دوريات/قوافل، اغتيالات مستهدفة لمدنيين أو عناصر أمنية، واستعمال مجموعات صغيرة متحركة في الليل أو المسالك الصحراوية. في بعض الحالات ظهرت هجمات تهدف لعرقلة خطوط الإمداد أو ضرب رموز أمنية محلية. ولابد من الإشارة أن نمط عمليات داعش قد تأثر بالمتغيرات الميدانية في الساحة السورية بما يتعلق بالتوترات بين حكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكذلك تأثرت بعملية إعادة تموضع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق وسوريا خلال شهر أيلول/ سبتمبر 2025.

الخاتمة

    من الواضح أن تنظيم داعش الإرهابي، قد فقد السيطرة الإقليمية المباشرة، في الساحتين السورية والعراقية فتحول الى أسلوب اللامركزية في العمل وإعطاء أمراء القواطع حرية بالعمل بأسلوب المفارز الصغيرة منخفضة التكلفة التي تستخدم لتنفيذ هجمات متقطعة لزعزعة الاستقرار المحلي بهدف، إظهار بقاء قدرة هجومية للتنظيم يتوخى من خلالها إضعاف الثقة بين السكان ولأجهزة الأمنية وتعطيل جهود الاستقرار التي تسعى لها الحكومات المحلية.