عباس في الهند
عادل سعد
ان يسافر حفيدي عباس الى الهند ، كان ذلك خارج كل التوقعات ، بل وخارج كل الاحتمالات القريبة والبعيدة ، لكن وصوله الى العاصمة الهندية دلهي حصلَ.
لقد رافق والده الذي أضطرته حالته المرضية الى التوجه الى هناك بأمل الشفاء من وعكته بعد ان تباين ، إن لم أقل تلاعب اطباء عراقيون في علاج مرضه .
عباس مضى ثلاثة سنوات على تخرجه من الجامعة بدرجة بكالوريوس في القانون ، وظل طيلة تلك السنوات يبحث عن فرصة عمل تتناسب وتحصيله العلمي وسط سيل من الوعود الكاذبة وما اكثرها ، وبعضها عن طريق (شخصيات عامة) تتربع جاهاً ويزعمون انهم اصدقاء لي ، لكنهم يشغلوني بالآمال المزورة .
الحال ،هناك رداءة موثقة لمفهوم الشخصيات العامة من زاوية التنصل المخزي عن رعاية حقوق الفرص الشبابية .
لقد صارت الوعود الكاذبة الملح المغشوش مع الاسف بعد ان،( فسد الملح الحقيقي) ، وباع البعض مسؤولياتهم من تحت الطاولات وباتت لمواقفهم اسواق حسب معادلات العرض والطلب وشراء الذمم ونصب كمائن الفساد ،والتنكيل بالعدل . المفارقة هنا ، أن عباس حصل على فرصة عمل مؤخرا عن طريق صديق نبيل له لا علاقة لها باختصاصه الأكاديمي ، لكنه اضطر الى التخلي عنها بعد خمسة أسابيع من الانتظام بها إكراماً للاهتمام بوالده
لقد تغيرت أمال عباس الى نقطة ارتكاز أساسية الان تتعلق برعاية حقوق والده واغلق اهدافه عليها ، وقد كتب لي يقول (جدي العزيز ، ربحت وظيفة عظـــــــيمة ان اكون الى جـــــانب والدي في شـدته المرضية ، ومكافأتي الكبيرة هي رضاه عني ، والحمد لله على كل شي) .
(جدي العزيز ، انا مازلت استند الى محتوى احدى مقالاتك التي تقول فيها ، لا تنتظر ان تاتي الحياة على مقاسك ، لكنها لابد تاتي يوماً بسعيك لترضيك).