الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فنان يمني لـ(الزمان): ما زلنا نعتمد مقامات الغناء العراقي

بواسطة azzaman

فنان يمني لـ(الزمان): ما زلنا نعتمد مقامات الغناء العراقي

بابل - كاظم بهيّة

 أكد الفنان اليمني أنور محمد بنان، في حديثه لـالزمان، أن جذور عشقه للفن تعود إلى والده الذي كان يُعد شيخ المنشدين في اليمن السعيد، مشيراً إلى أنه نشأ في كنفه متأثراً بالأناشيد الصوفية والموشحات اليمنية والعربية، فانبثق حبه للغناء من تلك البيئة الروحية التي صقلت ذائقته الموسيقية منذ الصغر.   وقال بنان إنه بدأ مشواره كأي فنان ناشئ يقلّد أصوات من سبقه من كبار المطربين اليمنيين، مضيفاً أنه ورث عن والده حب العود والموسيقى، وبدأ العزف عليه وهو في العاشرة من عمره.

 وبيّن أنه تأثر بشخصيات فنية عربية كبرى مثل محمد سعد عبد الله وفريد الأطرش وعبدالوهاب وأم كلثوم وناظم الغزالي، حتى صار له أسلوبه الخاص وبصمة مميزة في المشهد الغنائي اليمني. وأوضح أنه درس أصول المقامات والتلحين على يد الموسيقار أحمد تكرير، ما فتح أمامه آفاقاً واسعة للتعاون الفني، حيث لحّن أعمالاً لعدد من الشعراء العرب من مصر وتونس والعراق، بينهم الشاعر المصري سمير حسنيين الذي كتب له سبع أغنيات، والطهطاوي الذي غنّى من ألحانهمش فارقه معايه كتيروبتخاصمني، إضافة إلى أعمال مع الشاعر عبدالرحمن توفيق وسارة التونسية في أغنيةدخيل عيونكالتي كتب كلماتها الشاعر العراقي كاظم بهيّةوأشار بنان إلى أن رصيده الفني يتراوح بين ستين وسبعين عملاً غنائياً منوّعاً بين العاطفي والشعبي والوطني، موزعة بين أصوات يمنية وعربية مختلفة. وأضاف أن التلحين بالنسبة له ليس مهنة بقدر ما هو موهبة تتفجر عند ملامسة النص الجميل، مبيناً أنه يرى في كل كلمة عذبة لحناً كامناً، وقد تأتي النغمة من ابتسامة أو مجاملة لطيفة. وأكد أنه مطرب قبل أن يكون ملحناً، لكنه يجد في التلحين متعته الخاصة وفرصته لإظهار قدراته المتواضعة. ولدى سؤاله عن أسباب غياب الأغنية اليمنية عن المشهد العربي، أجاب بنان بأسف قائلاً إن الفن اليمني غني ومتجذر لكنه لم يأخذ مكانته المستحقة بسبب ضعف الاهتمام الرسمي، مشيراً إلى أن من تولوا الحكم في فترات مختلفة كانت نظرتهم للموسيقى قاصرة.

وأضاف أن عدداً من الألحان والأعمال التراثية اليمنية نُسبت إلى فنانين خليجيين، فيما ظل الفنانون اليمنيون بلا دعم ولا رعاية، حتى اضطر كثير منهم للهجرة ومات بعضهم في الغربةواختتم الفنان حديثه بالتعبير عن أمنيته الكبرى بأن تنتهي الحرب في بلده وتعود اليمن السعيدة كما كانت، يعمها الأمن والسلام ويزدهر فيها الفن من جديد، مؤكداً أن الإبداع لا يزدهر إلا في ظل وطن آمن وإنسان مطمئن.

 ويظهر من حديث أنور بنان أن الأغنية اليمنية ما تزال تحمل هوية خاصة تستمد قوتها من الموروث الشعبي والمقامات العربية، خصوصاً المقامات العراقية التي تشكل أساساً جمالياً في الأداء اليمني الحديث.

ويعكس الحوار حالة التهميش التي يعيشها الفن في اليمن نتيجة غياب المؤسسات الثقافية والرعاية الرسمية.

 كما تكشف تجربة بنان عن جيل من الفنانين الذين يسعون إلى وصل الجسور بين اليمن والعالم العربي عبر الفن.

 وتدل تصريحاته على وعي فني متوازن بين الأصالة والتجديد، بين الصوت الصوفي والحن العربي.

 

 


مشاهدات 43
أضيف 2025/10/11 - 1:22 PM
آخر تحديث 2025/10/12 - 5:36 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 151 الشهر 7654 الكلي 12147509
الوقت الآن
الأحد 2025/10/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير