الامراض النفسية والعصبية للمراة العراقية
ناهدة محمد علي
تعاني المرأة العراقية منذ أمد بعيد من أنواع عديدة من الأمراض النفسية والعصبية ومنها مرض الكآبة والعُصاب الذهني وأنواع الوسواس القهري في كثير من مظاهر الحياة كالغسل والتنظيف المستمر وغسل اليدين المتكرر وتكرار غلق الأبواب والشبابيك وإعادة النظر منها في إنتظار أي قادم يحمل الأذى , وتناول الطعام بكميات كبيرة منعاً للجوع الموهوم القادم أو التقتير المرضي منعاً للفقر , وتصاب المرأة أيضاً بالقسوة المُفرطة ( السايكوباثية ) فتقوم بضرب الأفراد الأضعف وخاصة الأطفال وقد يصل الأمر الى التلذذ بكَي أو جرح الآخرين والتسبب بالألم المُبرح .
كل هذه علامات مرَضية تدفع بالمرأة الى الشعور المؤقت بالإسترخاء من التشنج العصبي ثم العودة الى بداية دائرة مظلمة من الألم والخوف والرعب الذاتي من الذات ومن الآخرين وقد ينتهي الأمر الى الجنون التام أو الجزئي والإستمرار بهذا يستنزف طاقة الشخص والأشخاص المحيطين .
وتصاب هذه المرأة بالتعب الدائم إلا في حالات التوفز حيث تستنزف معظم أسباب الطاقة لديها ثم تعمد الى إلتهام الطعام بشراهة لتعويض هذه الطاقة والتعويض عن الألم أو الحزن الذي تعانيه أثناء عملية الوسواس القهري والتكرار في الأفعال أو الكلام , وبعد ذلك تنزوي هذه المريضة في زاوية من البيت لإحساسها بأنها منبوذة لِما تقوم به , ولكنها في كل الأحوال تشعر بالندم والألم الشديد ولا يمكنها العودة الى الوراء إذ أن مُسببات سلوكها تكمن في العمليات غير المنظمة والغير منضبطة بالمخ ولهذا أسباب كثيرة منها :
1 – أسباب وراثية حيث أنها قد تتوارث إمكانية عدم التنظيم هذه من والديها إذا أحاطتها نفس الأسباب والظروف وأحياناً بدون أسباب واضحة .
انواع الحروب
2 – الجو الإجتماعي المُرعب والذي يشكل حالة من التوفز الدائم ويؤدي الى أن تكون هناك ردود أفعال قوية ومتشنجة وبمستوى الفعل المحيط والذي غالباً مايكون همجياً وشرساً مثل أنواع الحروب أو عمليات القتل العشوائي أو المنظم , وبتكرار هذا يُصاب المُخ بعدم القدرة على ضبط مستوى رد الفعل فيقدم ردود أفعال قوية لأفعال هامشية ويصبح الفرد مختلفاً في ردود أفعاله وغير متحكم بها , بل يكسر السلسلة التي تربطه بالقواعد الإجتماعية أو القيَّم وحتى السلوك الديني , وتأخذ هذه السلسلة بالتفكك ويصبح الإرتباط غير مُسَيطر عليه فيتخبط الفرد بسلوك عشوائي غير مُنظم تسيطر عليه الوساوس وأشباح الرعب والخيالات المرضية .
3 – الظروف الذاتية للفرد الإجتماعية منها والإقتصادية حيث تتهاوى شخصية هذا الفرد أمام هذه الضغوط , وقد تأخذ مساراً طويلاً وفترات زمنية طويلة حتى تصل بالفرد الى الإنهيار وعدم الإنضباط بسلوكه العام , ويأخذ هذا ايضاً أشكال مختلفة وسلوكيات مختلفة .
أُقدم نموذجين لهذه الحالات , النموذج الأول في العراق والنموذج الثاني لإمرأة عراقية مُغتربة
النموذج الأول : أحست هذه المرأة بإنهيار في وضعها الإجتماعي كإمرأة متزوجة وبالتالي بوضعها الإقتصادي فأُصيبت بالوسواس القهري وأخذت تقوم بتنظيف البيت وكنسه لساعات طويلة أثناء النهار وبقيت على هذا المنوال حتى مماتها , ومن المؤكد أن هذه المرأة كانت تتعذب وتُعذب من حولها .
النموذج الثاني : إكتشفت هذه الحالة أن زوجها يقوم بخيانتها مع إمرأة أجنبية , فقامت بإبعاد أطفالها الى الحديقة ورمي المفتاح الى الخارج ثم صبت البانزين في أرجاء البيت وقامت بإحراق نفسها مع البيت , لكن وضع هذه المرأة لم يأخذ سلسلة طويلة في مسار التعذيب بل إن ماحصل هو عدم إنتظام وإنهيار فوري في عمليات المُخ فإتخذت قراراً عشوائياً للحظات ونفذت هذا القرار , ولو كان عقل هذه المرأة قد حلل وفسر وإستخلص النتائج بشكل طبيعي وغير مرَضي لكانت النتيجة مختلفة تماماً .
لو حللنا الحالتين لوجدنا رغم البُعد الزمني والمكاني والثقافي الذي بينهما إلا أنهما تحملان نفس الإرث الحضاري والقِيَّمي المُثقل بالتخلف وسوء الفهم لمنطق الأشياء وهما تحملان أجيالاً من التفكير الخاطيء للمشاكل الإجتماعية وتصلان الى النقطة صفر في القدرة على الإستيعاب بسبب الكَم الهائل من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية وعلى مدى فترات طويلة من الزمن تحملانها معهما أينما ذهبتا كما تحملان إسميهما , فالقهر الإجتماعي هو نفسه في البيت العراقي والنظرة الدونية للمرأة مع التكتيف المستمر لأيدي المرأة العاملة ،, وتحمل العائلة العراقية مفاهيمها معها أينما ذهبت , ويبقى أن ننظرفي الواقع الحضاري للمجتمع وسوء الحالة الإقتصادية وتدني مستوى المعيشة على أنه مُسبِب أساسي للمشاكل النفسية والعصبية , ويلاحظ إنتشار القيَّم الجديدة المستوردة من الإنفتاح على العالم الخارجي , إلا أننا يجب أن نشير الى القيَّم المستوردة هي السلبية وليست الإيجابية ( كحب العمل والعلم وإحترام الوقت ) والتي دخلت الى المجتمع العراقي كألبحث عن وسائل الهروب من الواقع عن طريق المخدرات أو الإنفلات الجنسي أو فلسفة الإنتحار وإختيار النهاية وأشكال اخرى من الفساد الإجتماعي , وقد تخشى المرأة أن تُمارسها لإعتبارات كثيرة فتُقمع في بيتها وتبدأ هذه المرأة بقظم أظافرها ثم تدخل في متاهة من الأمراض النفسية والعصبية .
إن الحالتين قد إتخذتا شكلين مختلفين لعدم التنظيم العقلي وإمتلاك البرمجة العقلية , الحالة الأُولى إستمرت طوال حياتها في عمل عشوائي أوصلها الى الإنهيار , والحالة الثانية إتخذ العقل لديها قراراً يدل على إنفجار برمجي في وظائف العقل في التفكير والتحليل والإستيعاب وألغت كل برامج التفكير والتحليل وكأن الكومبيوتر العظيم الذي هو العقل الإنساني قد دخل إليه ( فايرس مدمِر ) وألغى كل العمليات العقلية والتي يسودها المنطق وأوحى لها بفكرة واحدة وهي ( الإنتحار ) .
تفطير مريض
علماً بأن الرجل العراقي يسير على نفس التفكير المَرضي للأشياء فهو. ضمن مجتمع واحد وقيَمه واحدة . والخيانة هنا تساوي دائماً مفهوم القتل , وقد إطلعت على حالات عديدةفي وسائل الإعلام بأن رجالاً عراقيين مثقفين ومُغتربين قاموا بقتل زوجاتهم وخطيباتهم بسبب الخيانة والتي يمارسها الرجل بجدارة،،،، ،.ويبقى السؤال الاشرس لماذا تعاقب المرأة ان تفوقت وان رفضت وان تفوهت بالحق ولماذايدخل الرجال ذوي المسؤولية معارك شرسة ضدحركة المبدعات وحاملات رايةالتغيير ولم تتصدر التكتوكرات الصفوف الامامية في المجتمع ويوضعن كراية مهلهلة للتطور الاجتماعي بينما تلاحق الاكاديميات فاما ان يسقطن في الحظيرة او يقتلن كما حدث للدكتورة بان او ساره ترى من يمسك بطرف الحبل أهي الحكومة ام الحاكمبن وعلى هذا يا ساده اجدتم صنعابأن وضعتم العراق في اخر القائمة في الفساد الاجتماعي حتى اصبح الشعب العراقي اكثر الشعوب غضبا واصبحتم مضرب المثل في سوء التخطيط وسوء التنفبذ واتساءل هل تعدى ثمن حياة الانسان في العراق ثمن طلقة رصاص او انخفض الى اكثر من هذا وقمتم بخغض القيمة ضمن التنزيلات الموسميه.