من يقرع أجراس المدارس في بكين ؟ 

جبار المشهداني 

من يقرع جرس بدء العام الدراسي يشبه الى حد كبير من يدعو الناس الى مضيفه لشرب القهوة صباح كل يوم ، وتشهد معظم  المضايف  العراقية مثل هذا الطقس الإجتماعي ليجتمع الكهول تلبية لهذا النداء وتبدأ فصول ( المجالس مدارس )  .

الفرق الجوهري بين جرس بداية العام الدراسي وبين طقس القهوة هو التحضير العملي  والاستعداد والتجهيز بشكل دقيق من قبل صاحب دعوة القهوة لكل تفاصيلها بل والتهيوء لأي طاريء قد يحصل فيما لو حضر أناس أكثر من المتوقع أو بقاءهم لتناول وجبة طعام حان موعدها ولم ينصرف الناس إعجابا بما يدور من حديث وحكم في مدارس المجالس ، تمنيت لو أن قارع جرس بدأ العام الدراسي قد إستعد وهيأ المدارس لاستقبال ضيوفها من التلاميذ والطلبة والمعلمين والمدرسين وهم يشكلون بعددهم الكلي ربع عدد سكان العراق ينتظمون في أكثر من عشرين ألف إدارة مدرسية ويتوزعون على إمتداد خارطة الوطن  . ولنا في الصين التي استقبلت في عامها الدراسي الجديد أكثر من خمسة وأربعين مليون طالب جديد أي أكثر من عدد سكان العراق وفقا لآخر تعداد سكاني أجرته وزارة التخطيط دون أن تعلن لنا عن تحقق فائدة واحدة لنتائج التعداد الفريد من نوعه .

لا أحد من زعماء الصين دق أجراس العام الجديد وليس هناك مدرسة صينية واحدة تفتقر الى حمام نظامي نظيف أو مقاعد دراسية محطمة أو صفوف تفتقر الى مروحة أو مصباح  .

ما تحتاجه مدارس العراق وطلابها ملف كبير لا يمكن إختزاله بدق جرس يتشارك فيه وزير ورئيس وزراء  .

تحتاج مدارسنا الى همة وحكمة من يدعون الناس لشرب القهوة وتبادل الدروس الإنسانية في مجالسهم بل وتحتاج الى تخطيط علمي ورؤية مستقبلية حقيقية لإنقاذ الأجيال القادمة من خراب العشوائية ونظام الفزعة وغياب التخطيط،  مبارك لكم عامكم الدراسي الجديد ونسأل الله أن يعينكم طلبتنا الأعزاء ومعلميكم على أحوالكم التي لا تسر صديقا ولا حتى عدو .