الفقر فينا صار عملاقاً

خليل ابراهيم العبيدي

احتل العراق المرتبة 76 في معايير الفقر من بين 190 دولة ، وفقا لتقرير مجلة كلوبال فايننس ، الصادر في مايو عام 2024 ، أي في مقدمة الثلث الثاني لتسلسل الدول ، وقد أعتمد التقرير  في تصنيفه للدول على الناتج المحلي الاجمالي للفرد ، مع تعديلاته وفقا لمبدأ القوة الشرائية بناء على فروقات تكاليف المعيشة ،  ومعدلات التضخم بين الدول ، والمعروف أن ناتجنا المحلي وفقا للبنك المركزي العراقي لعام 2024 ، هو 297 مليار دولار ، وان عدد نفوس العراقيين حسب الاحصاء الأخير بلغ 45 مليون نسمة ، أي وفقا للمجلة فان حاصل قسمة 297 مليار على 45 مليون نسمة يساوي 6،6 الف دولار سنويا أي ما يعادل 550 دولار شهريا ،  أن الحسبة البسيطة هذه تمثل مدى ضألة ناتج الفرد العراقي ( في عصر قمة التكنولوجيا) والاسباب معروفة ، منها البطالة المقنعة ومصدرها كثرة الموظفين  ، البطالة المبرگعة ومصدرها الرواتب المتعددة ، والبطالة المنقبة ومصدرها الدرجات الفضائية ،اما البطالة الحقيقية فقد بلغت 13 بالمئة لعام 2025 حسب اعلان وزير التخطيط في العراق ،  أي ( 5،850 مليون نسمة ) أي 1/8 السكان تقريبا . أي يفقد العراق اليوم 37 مليار دولار / ناتج فردي ، جراء البطالة ، ان العراق وفقا لامكاناته الإقتصادية المنتجة المتمثلة بالايدي العاملة الشابة الرخيصة ، وتوفر الخامات ومجانيتها ومنها ،، خامات البترول ، الكبريت ، السليكات  والمنتجات  الزراصناعية وغيرها من الخامات ، يمكن بها الانتقال إلى بلد صناعي زراعي منتج من الطراز الأول ، اذا ما توجه الاستثمار نحو المعامل والورش ، والمزارع وتحديث طرق الرش ، والتراجع عن الاستيراد الهش ، وتحول دور المولات من عرض الاجنبي إلى عرض ما تنتجه سواعد العراقيين والعراقيات ، والكف عن وكالة الشركات ، والتوقف عن استجلاب عمالة الاجانب والاجنبيات ، فالفقر صار فينا عملاقا ، والامام علي(ع) كاد ان يقتله لو كان رجلا ، واخيرا وفي مقدمة ما تقدم أن نعود الى عراق التخطيط والاحتساب للقادم من الأيام والحليم تكقيه إشارة الابهام.