غزة..وظلم ذوي القربى

عادل الزبيدي

بين نيران العدوان الصهيوني وصمت الأشقاء العرب والمسلمين، يقف أبناء غزة، وحدهم، في وجه الموت والخذلان.نعم، غزة تنزف، وأشقاء الدين والقومية والإنسانية يتفرجون بصمتٍ مخزٍ.وكأن الكرامة سقطت من حسابات السياسة، وكأن غزة ليست منّا ولسنا منها.في كل عدوان جديد على غزة، يُعيد التاريخ نفسه. يُحاصر الصوت،  ويُقتل الأمل، وتُزهق الأرواح تحت أنقاض منازل لم يعد يُبنى فوقه سوى الصبر.الصواريخ الصهيونية لا تفرّق بين طفل نائم وامرأة عجوز، وبين  مدرسة أو مستشفى، وبين الحياة والموت، فكلّ ما في غزة مستباح. لكن في وجه هذا الطغيان، يطفو على السطح سؤال أكثر إيلامًا: أين العرب؟ اين المسلمون ؟ اين امة المليار والنصف من البشر ؟ اين الاخوة في الانسانية؟أين من كانوا يُفتَرض أن يكونوا العون والسند؟ لم نعد نسمع سوى بيانات الشجب والاستنكار، عبارات مكررة تفتقر  للصدق في مؤتمرات ، لا تسمن ولا تغني من جوع. لا خطوات  دبلوماسية حقيقية، ولا دعم فعلي ولا حتى تهديد بانسحاب من اتفاقيات الاذلال في كامب دفيد سيء الصيت ، فقط “جعجعة بلا طحين”.وهنا اقول للساسة من العب والمسلمين غزة لا تحتاج إلى كلمات، بل إلى وقفة. تحتاج إلى من يكسر صمت العجز ويصرخ في وجه الظلم. إلى من يرى في الدم الفلسطيني دمًا عربيًا مسلما ، وفي الوجع الغزيّ وجعًا لكل من بقي في صدره بقية من ضمير، إن تبقّى.”لماذا تشترون سلاحكم الم يحن وقته ام انكم تجهزونه فقط لأجل الاجهاز على آمالنا واحلامنا ورغم انوفكم وانوف اسيادكم ، ستبقى غزة واقفة.رغم الخذلان، ستبقى غزة شامخة، لا تنكسر... لأنها لا تعرف الهزيمة، ولا تقبل الذل. هي البوصلة... وهي الكرامة.