عبد الاله الصائغ كنز فقدناه
مالك ابراهيم الدليمي
في العام 1987 م تعرفت على الاستاذ الكبير عبد الاله الصائغ عن قرب في مدينة العلم المقدسه النجف الاشرف عند ما تشرفت بتكليفي نائبا لرئيس جامعة الكوفه الاستاذ الدكتور يحيى الراوي رحمه الله الى جانب تعييني عميدا مؤسسا لكلية الاداب في تلك الجامعه التي ذاعت شهرتها من اول تسميه لها كونها حملت مقوماتها الاصيله العلميه والادبيه من تلك المدينه التي كانت تراثا ليس عراقيا حسب بل عربيا واسلاميا لتمتد عالميتها الى كافة قارات الارض وان مدينة الكوفه عند ما تذكر تأخذ الانسان حتما الى سيدنا الامام والخليفه الرابع علي ابن ابي طالب كرم الله وجه فهي عاصمة الخلافه التي تدار منها تلك الامه الاسلاميه التي غيرت وجه التاريخ وفتحت له ابواب منيره تهدي السائرين فيه الى جنة عرضها السماوات والارض .
نعم هناك كانت الخطوات الاولى منتصف الثمانينات وحتى ايامه الاخيره التي تواصلت معه وهو طريح الفراش في صومعته التي جعل منها مكتبته التي يعشقها وهو جليس الكرسي المتحرك في بلد العالم الجديد الولايات المتحده الامريكيه التي دوخت العالم منذ نشأتها وحتى الان وربما المستقبل لكنها لم تستطيع ان تطفئ الشمعه العراقيه من الضياء للاستاذ الكبير الدكتور عبد الاله الصائغ الذي ازداد تألقا وعطاءا .
عبد الاله الصائغ صديقي صاحب الوجه الباسم والعينين العسليتين الجميلتين التي جمعت فيها من الوان شتى مالم ارى لها مثيلا في عيون اهل الغرب ولا اهل الشرق تضيف عليها نظرته الحاده والجاده سحرا اخر ينجذب لها حتما من يراه ويجالسه ويستمع لحديثه المطرز بالحكمه والتجربه والجرأه والصدق .
عبد الاله الصائغ صديق غربتي بعد سنوات التحق معي رئيسا لقسم اللغه العربيه في كلية الاداب في جامعة الكوفه كان عنصرا فعالا في قيادة تلك الكليه ااتي تشرفت بعمادتها لننتج اجمل تجربه علميه في تلك المدينه التي تزهر بالقيم والاصاله والعلم والادب ومناره اسلاميه شع نورها على العالم وكان الفريق العلمي الذي ساهم بان يجعل من جامعة الكوفه منذ تأسيسها والى الان جامعه متميزه ضمت شخصيات اصيله وعوائل كبيره امثال بيت الحكيم والصغير والبكاء والبستاني ورموز علميه برزت في تاريخ العراق العلمي والادبي امثال المرحوم محمد حسين الصغير والدكتور حسن الحكيم والاستاذ الدكتور زهير غازي زاهد والدكتور جعفر الياسين واعلام اخرى مثل الدكتور عبد الامير الاعسم وباسم سيد سلمان والاستاذ عبد علي الخفاف والاستاذ طالب العنزي والاستاذ الخالدي والاستاذ الظالمي والبهادلي الدكتور احمد والدكتور نعمه والاسماء والعناوين والعوائل كثيره امثال ال سميسم وشخصيات نجفيه فتحت خزائن مكتباتها لنؤسس اغنى مكتبه في كلية الاداب في جامعة الكوفه واستمرت رحلتي مع صديقي الوسيم الاديب الكبير الموسوعه المتحركه الدكتور عبد الاله الصائغ حيث جمعتنا الغربه المفروضه علينا في اليمن وليبيا والمغرب الى ان حط الرحال في امريكا الذي ازداد فيها نشاطه وعطاءه ولعله في وصيته التي تحدث معي في يوم من الايام قبل مايقارب السنتين بأن اتحاد الادباء العراقيين قرر ان يعمل له احتفاليه تكريم لدوره الادبي والاعلامي والعلمي وطلب منه تحديد شخصيه تتكلم عنه واخبرني بأنه طلب منهم ان يكون المتحدث هو صديقي الاستاذ الدكتور مالك الدليمي والذي كان جوابي والدموع تملئ مقلتي يا صديقي الوسيم هذا شرف كبير واني رهن الاشاره متى يطلب مني الاتحاد ذلك وحاولت الاتصال بالسيده الفاضله ابنته التي علمت انها عضوه في المكتب التنفيذي للاتحاد ولم احصل على الاجابه مما اضطرني الاتصال بأخيه محمد واعلمته بتلك الوصيه واعلمني بأنه سيتواصل مع الاتحاد ولكن على حد علمي لم يتحقق هذا المشروع وانني من هذا المنبر الحر ادعوا اتحاد الادباء ومسؤؤلي الاعلام وجامعة الكوفه وجامعة بغداد وكل المؤسسات التي تهتم بالعلم والثقافه ان تحتفي بهذا الرجل لنعطيه حقه الذي يستحقه وهو كان بحق عالما اديبا شاعرا اكاديميا باحثا مؤلفا ناقدا الى جانب وفاءه واخلاصه لشعبه ووطنه العراق والاقطار العربيه الاخرى .