طعم الفخامة في الولاية الثانية
فاتح عبدالسلام
ما يبحث عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لمسات فخامة تاريخية لن يناله إلا في زيارته الى المملكة المتحدة، حيث الاستقبال الملكي الكبير الذي سينضم الى الحفاوة المشهودة التي حظي بها ترامب من الملكة الراحلة اليزابيث الثانية في زيارته الأولى، العام 2019.
غير انّ لمسة الفخامة القوية والمؤثرة ستكون وسط مكاشفة داخلية أساسية وحاسمة بين الحليفين الأقرب لبعضهما.
هناك ملفات دولية ساخنة لا يمكن تجاوزها، على الطاولة بين ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كي ستارمر، وهي الخطر الروسي وما يمكن ان يحدث من مفاجآت اذا انهارت جبهة أوكرانيا مع الوقت أو فجأة، وبدا التاريخ يعيد سيناريو الحرب العالمية الثانية حين بدأ الزعيم النازي هتلر باجتياح أوربا بعد أن احتل في لمح البصر بولندا، ووضع دولاً مثل فرنسا وإيطاليا أمام أمر واقع تعيس جداً قبل أن تدخل بريطانيا الحرب وتلحق بها الولايات المتحدة.
الصين ليست القضية الأخطر، فالملفات التجارية سائرة نحو حلول ترضية نوعا ما.
غير انّ التداول في موقف دول كثيرة من اعلان “الدولة الفلسطينية” لا يمكن ان يكون منسياً، لاسيما انّ إسرائيل في أخطر مراحل استمرار حربها في قطاع غزة، بعد أن وجدت في السابع من أكتوبر الفرصة الذهبية التي طال انتظارها. تلك الحرب التي ترمي بشررها اليوم على دول الخليج، وخرجت من رحمها حربان في ايران ولبنان.
أمّا ايران فتلك قصة مشتركة، حيث مهلة “آلية الزناد” على المحك، ولم يصدر عن البيت الأبيض منذ أسابيع موقف جديد، سوى التعهد الذي قدمة وزير الخارجية الأمريكي روبيو في إسرائيل باستمرار ممارسة الضغوط على ايران، وهذا التعبير فيه مطاطية وأوجه متعددة وقد يسفر عن تأجيل الملف الإيراني لمراحل مقبلة ولبيس الاستعجال بحسم بحسب الرغبة، مراعاة لتطورات دولية من بحر الصين الى البحر الأسود.
بلا شك انّ من المضحك ان يتحدث ترامب في لندن عن استقالة سفير صاحب الجلالة في واشنطن قبل يومين لأسباب تتصل بعلاقة مع مغتصب القاصرات إبستين. لكن ليس مستبعدا ان تكون تلك الاستقالة من كلمات الطرافة التي لا تلتقطها الكاميرات على مائدة الطعام.
لا معنى للولاية الثانية لترامب إن لم تكن بطعم الفخامة البريطانية.