بعد عامين من الحرب هل حقق نتنياهو أهدافه ؟

سامي الزبيدي

قرابة العامين مضت على الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة التي استخدمت فيها القوات الصهيونية احدث الأسلحة المدمرة واشد القنابل فتكا وتدميراً وارتكبت اكبر المجازر الوحشية واخطر جرائم الحرب الدولية وأفضع عمليات الإبادة الجماعية وباعتراف أغلب المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمحاكم الدولية فقد دمرت القوات الصهيونية غزة تدميراُ كاملاُ ولم تبق على بناء قائم فيها لا دور المواطنين ولا العمارات السكنية ولا المدارس والجامعات ولا المساجد والكنائس ولا الأبنية الحكومية ولا الشوارع ولا محطات الكهرباء والماء والمجاري ولا المزارع ولا المستشفيات وقتلت بمجازر وحشية لا مثيل لها المدنيين الأبرياء خصوصا الأطفال والنساء حتى فاقت أعداد الشهداء أكثر من أربعة وستين ألف شهد وأعداد المصابين أكثر من مائة وستون ألفا ناهيك عن آلاف المفقودين والمدفونين تحت الأنقاض , لقد صرح نتنياهو وعدد من قادة جيشه بداية الحرب في أكتوبر 2024 ان هذه الحرب قد تستمر أسابيع وربما بضعة أشهر لكنه تفاجئ بالصمود الكبير لحماس وسكان غزة رغم وحشية وفضاعة مجازره وجرائمه وها نحن على أعتاب عامين من الحرب المدمرة التي دخلت فيها أمريكا شريكة لإسرائيل وبكامل ثقلها وزودت نتنياهو بالأسلحة والذخائر والمعدات والأموال ووقفت معه في المحافل الدولية وكذلك فعلت اغلب دول الاتحاد الاوربي , فأمريكا والدول الغربية دعمت اسرائيل بكل قوة وزودتها بكل ما تحتاجه لارتكاب جرائمها الوحشية ضد سكان غزة وإسرائيل استخدمت القوة المفرطة والأسلحة الفتاكة وحتى المحرمة دوليا وفرضت الحصار والتجويع على المدنيين ومنعت دخول المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين  في غزة يضاف إلي ذلك جرائمها الكبرى في الضفة الغربية وجرائم المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين وكل هذه الحرب المدمرة وكل هذا القصف اليومي الوحشي وكل هذه المجازر والجرائم الكبرى وكل هذه الأسلحة الفتاكة وكل هذا التجويع ضد من  وضد أية قوة ؟  ضد غزة وضد حماس فقط  وحماس ليست دولة لها جيش وتمتلك أسلحة متطورة بل هي منظمة مقاومة فلسطينية محاصرة من الصهاينة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ومع ذلك صمدت هذا الصمود الرائع قرابة العامين  والذي فاجئ نتنياهو وقادته العسكريين الذين تم استبدال بعضهم لعجزهم عن تحقيق أهداف نتنياهو , فكيف  ستكون الأمور لو كانت حماس دولة  لها جيش قوي وتمتلك أسلحة متطورة ؟ لقد كسرت حماس شوكة الصهاينة وجيشهم الذي لا يقهر وكبدت الصهاينة خسائر كبيرة جداً في الأرواح والمعدات لم يتكبدها الصهاينة في كل حروبهم مع العرب ناهيك عن الخسائر الاقتصادية والمالية والكبيرة وناهيك عن الأوضاع النفسية السيئة لسكان اسرائيل الذين عاشوا رعبا لم يعرفوه من قبل , والسؤال المهم هنا بعد كل هذه الجرائم والمجازر الوحشية والإبادة الجماعية والتجويع والترويع لسكان غزة وبعد هذا التدمير الكبير لغزة وبناها التحتية ومسح أحياء كاملة منها حتى أمست عين بعد اثر تمهيدا لاحتلالها كما يريد نتنياهو فهل حقق نتنياهو أهدافه التي أعلنها من حربه على غزة ؟ نترك الجواب للإسرائيليين وللمجتمع الدولي , ولو فرضنا انه حقق بعضاً من أهدافه فهل ما دفعته اسرائيل من خسائر بشرية ومادية وتأثير الحرب السلبي على علاقتها بالمنظمات الدولية خصوصا الأمم المتحدة و بدول العالم التي اعترفت العديد منها وبعضها دول أوربية بفلسطين كدولة يساوي ثمن الحرب الباهض جداً الذي دفعته اسرائيل ؟