فقدت شهيتي للكتابة
مجيد السامرائي
(لا لأنك أخطأت، بل لأنك نجحت. بعضهم لا يكونوا مجرد منافسين، بل يحملون عداءً مرضيًا للناجحين. هذه طبيعة الحياة.)
والله صدقت ياباهيا ( احمد راضي) قال لي هذه العبارة وضعتها في اعالي الحوار معه في الجزء الرابع من الحشد الحواري في اطراف الحديث .
لاموضوع جدير بالتدوين لكني وجدت هذه الثلاثية جديرة بالاعتبار : . طقوس العزلة، وخوف البياض، وفرح الاكتشاف.
اكتب هذا وقد قال لي (صاحبي ) مين زيك عايش حياتك؟! وانا اجرب متعة العزلة ... التي يقال فيها : إنها اكتشاف الذات: قد يستخدمها البعض كوسيلة للوصول إلى الروح وتأمل الذات وفهم أعمق لها، مما يؤدي إلى لحظات وجودية واضحة.
لكنك ..نجم ! . اضحك اتذكر المرحوم نجم عبد الله كاظم زوج الزميلة الروائية الصحفية ميسلون هادي والوم ذاتي واشعر بالذنب : لماذ ضيعت فرصة العمر عليه وعلي وهو الغزير ناقدا في الاقل فيما كتب عن ميسلون ؟بالاضافة الى ماتقدم فهو : أستاذ الدراسات النقدية في الجامعة المستنصرية، والباحث الحيوي في الدراسات السردية العراقية ورجل الموسوعات المهم عن الرواية والقصة العراقية كنت التمست من ميسلون ان تدون لي شيئا عنه فوجدت التالي في كتابها عنه تحت عنوان المتيم : الوردة مهما كبرت وتفتحت فلن تجد في داخلها سوى وردة.. ونجم امتلك هذه الجدارة من الداخل، واستطاع المشي في مشوار المعرفة الطويل باستمتاع شديد، فالكتاب لا يفارقه أبداً.. سواء في عيادة أو مطار أو طريق.. وحتى إذا ذهب لتسلم الراتب، أو لغسل السيارة، فإن الدقائق التي يقضيها بالانتظار يجب أن يستغلها بالقراءة.
ثم اضافت لاحقا :.كنت أرفع رأسي أحياناً لأسأله عن كلمة أشك في إعرابها، فيرد علي بطريقة تجعل الجواب راسخاً في ذهني للأبد.. وهو أيضا كان يقول إن لغة الروائية فيها من الطراوة ما يخفف من جفاف لغة الناقد.
. طقوس العزلة، وخوف البياض، وفرح الاكتشاف، لا لأنك أخطأت، بل لأنك نجحت.
ضمن ماذهب اليه النورس الراحل استذكر مااسمعه قبل قليل : انا مرجعك دوما تلجأ الي بعد منتصف الليل لابدد الشك في نفسك من اي خطا نحوي !
من أنت لولاي انا؟!
استذكر اول ترنيمة اطفال لحطان ابن المعلا:لولا بُنيات كَزُغْبِ القطا رَدَدْنَ مِنْ بَعْضٍ إلى بَعْضِ لكان لي مُضْطَرَبٌ واسع في الأَرْضِ ذات الطُّولِ وَالْعَرْضِ
بعضهم لا يكونوا مجرد منافسين، بل يحملون عداءً مرضيًا للناجحين.
عودة الى ماقاله ابو هيا ( اذكر ان مخرجا عملت معه في التسعينات يرى في نفسه كولومبس الذي اكتشف قارتي) لايصورني الا من قفاي فكنت يومها صاحب اقوى ظهر . في (الاورزدي باك ) كان يصحبني للتسوق بي فكنت ادخل وظهري على البائعين !
لاتنس فضلي عليك .. شياكتك في آخرظهور لي كانت بفضل ماصنعت يداي التي لم تعرف شدها لرباط العنق.
تذكرت قول نزار :
فيا ضلوعي أورقي ..أولى هداياها , فما أسلم ذوق المنتقى! فقدت شهيتي للكتابة.