الخارجية ترحّب والسوداني يثمّن إنهاء فراغ دبلوماسي دام سنوات

البرلمان يغرق في جدل السفراء والمحاصصة تطغي على الكفاءة

بغداد - قصي منذر

تصاعد الجدل تحت قبة البرلمان، بعد طرح قوائم السفراء الجدد التي جرى التصويت عليها او امس، حيث برزت اعتراضات نيابية على أسماء وصفت بأنها تفتقر إلى الخبرة وتكرس نهج المحاصصة العائلية على حساب الكفاءة والمهنية، ما اعتبره مراقبون تهديداً لصورة العراق الدبلوماسية في الخارج. وقال المحلل في الشؤون السياسية صباح العكيلي أمس إن (الجلسة شهدت اعتراضات واضحة بعد طرح أسماء لا تمتلك الخبرة الكافية لتولي منصب سفير، الأمر الذي يعد تكريساً للمحاصصة داخل العملية السياسية، ويحسب على النواب الذين صوتوا لصالح هذه القوائم دون تدقيق).

شخصيات كفوءة

مشيراً إلى إن (تمثيل العراق في الخارج يتطلب شخصيات كفوءة وقادرة على إيصال صورة مشرفة للبلاد، وهو ما يفرض على الكتل السياسية والبرلمان إعادة النظر في الأسماء المرفوعة، ووضع آليات دقيقة وشفافة لاختيار السفراء بعيداً عن الحسابات الحزبية والفئوية)، وتابع إن (إصرار بعض القوى على تمرير الأسماء الجدلية قد ينعكس سلباً على علاقات العراق الدبلوماسية، ما يستدعي معالجة هذا الملف سريعاً قبل إرساله إلى رئاسة الجمهورية للمصادقة). من جانبه، كشف النائب زهير الفتلاوي، تفاصيل مثيرة بشأن تمرير قائمة السفراء الجدد في البرلمان. وقال الفتلاوي أمس إن (القائمة تضم 105 أسماء، لم تُعرض سيرهم الذاتية أمام لجنة العلاقات الخارجية)، ولفت إلى إن (ما ورد للبرلمان مجرد أسماء، وصلت حولها تقارير من السفارات ومن وزارة الخارجية نفسها، تؤكد أن 80 بالمئة منهم أسماء غير مرغوبة وبعضهم مشمول بعقوبات وبإجراءات اجتثاث البعث)، على حد قوله. وشدد على القول إن (القائمة تضمنت أسماء أقارب لسياسيين ونواب وأبنائهم، فضلاً عن شخصيات تشغل حالياً مناصب رفيعة في الدولة)، مؤكداً إن (قانون الخدمة الدبلوماسية يحدد أن 25 بالمئة من السفراء يمكن أن يكونوا من خارج السلك، لكن بشرط أن يكونوا من النخب وأصحاب الشهادات والكفاءات، لا أن يتم اختيار أشخاص سبق طردهم من ثلاث سفارات)، على حد قوله. متهماً (بعض الكتل السياسية بمحاولة بيع هذه المناصب على شكل مقاعد، كون ما جرى يرتقي إلى إن يكون مهزلة سياسية)، وأشار إلى إنه (سيتم اللجوء إلى المحكمة الاتحادية للطعن بهذا التمرير غير القانوني). من جهته، أكد النائب حسين عرب، عدم اكتمال النصاب في الجلسة التي جرى فيها التصويت على قائمة السفراء الجدد، مشدداً على إنه لا نصاب صحيح ولا تصويب بأغلبية بسيطة. وقال عرب في تدوينة على منصة أكس أمس إن (الدور التشريعي انتهى بطريقة مؤسفة). واشاد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في وقت سابق، بتصويت مجلس النواب على قائمة السفراء. وأكد السوداني في بيان أمس (أهمية أن يؤدي السفراء مهامهم على أكمل وجه في تمثيل العراق خارجياً وحفظ مصالحه ورعاية العراقيين في البلدان التي سيخدمون فيها)، مجدداً (حرص حكومته على إنهاء حالة الفراغ التي استمرت لسنوات في بعض مواقع العمل الدبلوماسي، ضمن إطار الإصلاح الإداري في جميع مؤسسات الدولة، الذي تبنته الحكومة في منهاجها الوزاري وبرنامجها الحكومي). كما رحبت وزارة الخارجية، بتصويت مجلس النواب على قائمة السفراء. واشار بيان للوزارة تلقته (الزمان) أمس إن (الخارجية ترحب بتصويت مجلس النواب على قائمة السفراء).

تعزيز حضور

وأضاف البيان إن (هذه الخطوة ستسهم في تعزيز الحضور الدبلوماسي للعراق في الساحة الدولية، وتوسيع شبكة العلاقات مع دول العالم، فضلاً عن دعم الجهود الرامية إلى حماية المصالح الوطنية العليا وخدمة أبناء الجالية العراقية في الخارج)، مؤكداً إن (الوزارة تجدد التزامها بالعمل على تمكين السلك الدبلوماسي من أداء مهامه على نحو يليق بمكانة العراق ودوره الفاعل إقليمياً ودولياً). وصوت البرلمان خلال جلسته التي عقدت اول أمس اثارت جدلية بعد كسر نصابها، على قائمة السفراء الجدد المرسلة من السوداني. وتضم القائمة 91 اسماً بينهم يزن نجل السياسي مشعان الجبوري، وعبد الباسط نجل رئيس مجلس النواب محمود المشهداني.