رؤية عراقٍ يُراقَب من عيون كواكب أخرى
(الــعـــراق لايــمـــوت)
سعد البيتنكس
في كوكبٍ لا يعرف الخرائط
رأيتُ العراقَ يتوهّج
لا كجسدٍ يئنّ تحت رماد
بل كروحٍ تُغنّي من خلف الركام
قالوا: مات العراق
قلت: بل دخلَ خلوتهُ الكبرى
العراق لا يموت
إنه يتنسّك في محراب الدموع
ويصنعُ من دمهِ دعاءً لا يضيع
المؤمن لا يموت
قال الصدرُ ذات يقين
فكيف يموت بلدٌ
تحت أظافرهِ نَبَتَ الأنبياء؟
على نخيلهِ صُلِبَ الحسينُ من جديد
وفي ترابهِ تمشي الملائكة
حفاة
العراق لا يموت
بل يموّه ملامحهُ في العاصفة
يُشبه المريد حين يتخفّى عن السيف
فيُلقى جسدٌ وهمي
ويُضرب ظلٌ
أما هو
فقد صار ريحًا في جبّة الزمان
أيها الكائن الأرضي
لا تكتب نعوة العراق
بل اكتُب عنه نبوءة
فهو الذي يمشي بلا أقدام
ويحترق بلا رماد
ويصمت... ليكتب قصيدته القادمة بدموع الشهداء.
العراق ليس وطنًا
بل مقامٌ للذين لا يموتون
هو بيتٌ من نور
وسقفُهُ الأسماء العظمى
وأهلهُ... رجالٌ صدقوا ما عاهدوا عليه الله
فلا تسأل متى يستقر
بل اسأل: متى نرتقي لنكونه؟