اختيار شرقيٌ في كفٍ واحدةَ

الآء الصوفي

 

أعود وأنتقم من نفسي، أجعلها ضحية…

لك، ولغيرك ،

ليس ذنبي أنني وُلدتُ مرئية،

أنا النور، ولستُ انعكاسًا،

 

في زمنٍ ما، اخترتني…

قلتَ إنني أشبه الضوء،

وإن حضوري يملأ المكان بهجةً وسكينة.

كنت تتباهى بكلماتي،

تصفني بـ”الملهمة”،

وتبتسم حين يصفّق لي الآخرون ،

 

لكن الزمن لم يكن نزيهًا،

أو ربما… أنت لم تكن صادقًا.

تكشّفت عنك غيرةٌ تلبس ثوب الحب،

وحبٌّ لا يرى فيّ سوى ظلٍّ خلف جدرانك المنعزلة ،

 

اليوم، تُناديني بـ”العزيزة”،

لكنك تحاصرني بـ”لا تظهري”

تريدني لك وحدك،

كأنني سرّ يجب إخفاؤه،

أو ضوء لا يحق له أن يتجاوز سقف بيتك ،

 

تضع حبك في ميزانٍ شرقيٍّ مائل،

تقيس رجولتك بمدى خفوتي، لا بتألّقي ،

وأنا؟ من أنا !،..

لست ضد الغيرة…

لكنني ضد أن تُصبح موهبتي رهينة،

وضد أن يُطلب مني الاختفاء

إرضاءً لهواجسك ،لغرائزك،لأهلك

 

منذ أن رأيتني،

وعينك تلمع برغبة أن تلامس ضوئي…

تمنيت أن أكون لك،

أن أمدك بالدفء والنور ،

 

لكنك اليوم تطلب مني أن أنزوي،

أن أتوارى،

أن أختبئ من العالم،

كأنني لم أُخلق إلا لك وحدك،

كأنني عارٌ حين أضيء الطريق لغيرك ،

 

أيّ حبٍّ هذا؟

يشتاق للنور حين يجهله،

ثم يلعنه حين يمتلكه؟

أيّ غيرةٍ هذه؟

تخنق ما أحبّت، فقط لأن الضوء لا يُحبس في كفٍّ واحدة؟

 

أنا امرأة خُلقتُ لأكون، لا لأتوارى.

وإن كانت رجولتك تُقاس بخفوتي…

فاعذرني.

سأختار نوري واكتفي …

لم أكن لإختارك انت وغيرك

لكنك  اخترت ثم الان احترت !!!

كفاك اظهر ما اخفيت ،،،،

الاقنعة تسقط عند اول غيث ينزل ،،،