سلالةُ عّزّى
عبد المنعم حمندي
من نطفة الطينِ،
النخاسةُ، تصطفي
بمنازل التألّيهِ غانيةً ،
مليكاً عارفاً بالسحر والأفلاك ..،
يَسبغُ من نعيمِ الماءْ
الزرعَ والآلاءْ
ولربّما ،
وهَجُ القُداسةِ يصطفي
قمراً يُبجَّلُ في المساءْ
ولربَّما حجراً يعيرُ
ملامحَ الثورِ المُجنّح ،
طائراً ،
في هيئةِ الكُهّان يصعدُ للسماءْ
ولكلّ قومٍ ثورهم وإلاههم
ولكلِّ آلهةٍ نذورٌ
من قرابين القبائل والنساءْ
……
وتعاقبَ الأربابُ ،
حتى قَدْ غَدونا
ذاتَ مُفترقٍ قديمٍ ..
نصفَ آلهةٍ ..
نراها الآن ،
في الأوطان ،
لا قدرٌ يُروّضُ قهرها ،
الرحمن..
آخر مَنْ يغيّرُ ،..
حيثُ يعلمُ بالغيوبْ
وتُعيرُ صورتَها لهُ
قبلَ انكسار الشمسِ
في قلق الغروبْ
………..
نحن الصنعنا الربّ في أوهامنا
ربّاً من البشر المذهّب بالرنين
ولأننا عشنا نقدم حُبّنا ونفوسنا ذُلاً
ومازلنا اليه صاغرين ..
فإلى متى نبقى نسبّحً
في علاه مطأطئين ؟
.....
هذا الظلامُ الدائريُّ ثعالبٌ
تتناسلُ الأصنامُ فيهِ؟
ربّما في الليل
يجتمعُ الحُواة ،
يُلوّنون الحرفَ
والآيات ،
والحجرَ القديم،
وما تدثّر في السُباتْ
ويَسكبون الأخضرَ
الفُضيّ فوق النار ،
يختلفون فينا ،
يزرعون الشكَّ أسئلةً ،
وغاباتٍ من الأشواكِ ،
يقطفُها الرواةْ
تلك السلالةُ أوغلت
في الذبح والأبناء ،
صنميّةٌ تتعشّقُ الحنّاءَ ،
والآسَ المخضّبَ بالدماء
وما تيسَّر في الأرومةِ ،
من رباط الخيل،
في صخبِ الفراتْ
عذراءُ ،
هذا الطين نزفُ بكائها،
وترابُها الأحداقُ ، والأجيالُ ،
تبتكرُ التماثيل الجديدة تصنعُ
في كلِّ محرابٍ لها
عُزّى يقوم بظله إللاَتْ
.....