خروج الأهوار عن لائحة التراث العالمي يثير القلق
خبراء لـ (الزمان): العراق مطالب بحماية المسطحات المائية من الجفاف
بغداد – ابتهال العربي
ميسان – الزمان
حمل خبراء٬ الحكومة٬ مسؤولية تراجع التدفق المائي٬ عادّين السياسات المائية استراتيجيات تعمل على تقليص حدود الأهوار الطبيعية٬ وتؤدي الى تقويض التزام العراق الدولي بالحفاظ على التراث العالمي.
وقال خبراء البيئة٬ لـ (الزمان) امس ان ( العراق مطالب بتسجيل الاهوار على لائحة التراث العالمي)٬ مشيرين الى ان (الحكومة يجب ان تحافظ على تدفقات المياه لمعالجة الجفاف الذي يضرب بالاراضي العراقية)٬ وبين الخبراء انه (كان يجب مطالبة منظمة اليونسكو الدولية بتأمين حصة مائية دولية لمكونات الاهوار)٬ مشددين على (ضرورة عرض هذه القضية خلال المؤتمرات الراعية لقضية شح المياه)٬ وأوضحوا ان (الأهوار التي استعادت نحو 40 الى 60 بالمئة٬ مهددة مرة أخرى بسبب السدود، والمصبات الزراعية، واستغلال موارد النفط)٬ داعين الى (إيجاد إدارة متكاملة للمياه٬ لتقسيم الاستخدام بين الزراعة والمياه الصالحة للشرب والبيئة)٬ ورجح الخبراء تحول الأهوار إلى أراضٍ جرداء ومليئة بالملح٬ الى بناء سدود في إيران وتركيا، فضلاً عن تزايد الاستهلاك الداخلي للمياه وإجراءات السياسات المائية المحلية٬ ما أدى الى انخفاض تدفق نهري دجلة والفرات الى نحو 40 بالمئة٬ وزيادة التصحر وتراجع التنوع الحيوي)٬ بحسب تعبيرهم٬ ومضوا الى القول ان (مكون الأهوار، التي لم يتبق منها سوى جزء محدود من الأصل، تعاني من التوسع الملحوظ في التصحر، وارتفاع مستويات ملوحة التربة، وتراجع في أعداد الطيور المهاجرة والأسماك والثدييات مثل الجاموس البري نتيجة الاختلاف البيئي المذكور)٬ وأضافوا ان (ضعف تنفيذ الضمانات البيئية والتلوث بالمياه العادمة والصرف الصناعي٬ تعد احد أسباب جفاف الاهوار٬ جراء تسريب المياه العادمة الصناعية والسكنية مواد ملوثة وثقيلة مباشرة إلى الأهوار، مسببة نفوق الأسماك وتأثر الجاموس البري وتدهور نظام المنظومة البيئية المحلية)٬ وفقاً لما أفادوا.
تقارير دولية
وصنفت تقارير دولية خطر النفط والتوسع الصناعي على الأهوار بالعالي جداً٬ منبهة من غياب أنظمة حوكمة واضحة لإدارة الموقع البيئي والتراثي في آن واحد. ولفتت اطلعت عليها (الزمان) الى ان (العراق يعد من بين أكثر دول العالم عرضة لضغوط المياه والتغير المناخي، مما يزيد من هشاشة الأهوار)٬ وأضافت ان (التراجع البيئي لايمثل فقط فقداً لتراث طبيعي، بل يعد تهديداً مباشراً لاستمرارية مجتمع الأهوار الأصيل كحماة للبيئة والتراث). على صعيد متصل٬ حذرت بيئة ميسان٬ من خروج الأهوار من لائحة التراث العالمي٬ بسبب الحرائق والجفاف. وكشفت مديرية بيئة المحافظة٬ عن تزايد حالات الحرائق في ميسان٬ مؤكدة انها تسبب تلوثا كبيرا للبيئة. وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (المحافظة تشهد تصاعدا كثيفا للدخان٬ نتيجة الجفاف القاسي الناجم عن شح المياه٬ الى جانب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة)٬ وتابع البيان ان (هذه العوامل تسببت في احتراق القصب والبردي المتيبس جراء الجفاف)٬ داعياً الى (تخصيص تصاريف مائية تعزز غمر الأرض وتخفف من شدة الحرارة التي تصل في ساعات الظهيرة أكثر من 60 درجة مئوية). من جانب اخر٬ اكد مجلس ميسان اعتذار الجانب الإيراني عن المساعدة بخصوص حرائق الحويزة.
حرائق الحويزة
وقال عضو مجلس المحافظة، قاسم عيسى، في تصريح امس ان (المجلس تباحث مع الجانب الإيراني بشأن حرائق هور الحويزة، وكان الرد واضحاً بعدم إيجاد سبل لتخفيف تلك الحرائق٬ إلا عن طريق إغمارها بالمياه)٬ وذكر الجانب الايراني انه (نعاني من شحة مائية مثل العراق، ولا ماء لدينا لنعطيكم إياه، وعليكم بالضغط دوليًا لاستحصال الماء)٬ بحسب تعبيره٬ واوضح عيسى ان (الأهوار تشهد كل عام موجة ارتفاع في درجات الحرارة٬ تؤدي بدورها الى ظهور السحب الدخانية)٬ وكانت أهوار الحويزة قد سجلت خلال الأسبوع الماضي تصاعداً ملحوظاً في الحرائق بفعل الجفاف التام٬ الذي أطبق على الأهوار في محافظة ميسان). وشدد رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية٬ فالح الخزعلي، على ضرورة إزالة التجاوزات على حصص المحافظات المائية، وزيادة الإطلاقات٬ مشيراً الى ان معالجة شح المياه مسؤولية تضامنية. وبين الخزعلي خلال مؤتمر ان (اللجنة استضافت محافظ ميسان، والمدراء العامين لوزارة الموارد٬ لمناقشة التحديات المتعلقة بملف للمياه في المنطقة الجنوبية)٬ مؤكداً أهمية ان (يتم رفع التجاوزات على حصص المحافظات المائية، وزيادة الإطلاقات٬ من قبل وزارة الموارد المائية٬ لاسيما محافظات الجنوب)٬ واضاف ان (مسؤولية حل ملف المياه تضامنية بين السلطة التشريعية والتنفيذية).