عندما تتحوّل اللعبة إلى أسلوب حياة
أيمن بشار عبدالرزاق
نعيش اليوم بعصر مختلف، عصر تحوّلت فيه الألعاب الإلكترونية من مجرد أداة للترفيه وقضاء الوقت الى نمط حياة متكامل، إذ أخذت حيّزًا لا بأس فيه من جوانب حياتنا اليومية، من الطعام، الى الموضة، مرورًا بالعلاقات الاجتماعية، ولكي نوضح الصورة بشكل أكبر، نذكر أن هناك -على سبيل المثال- مطاعم كثيرة بشتّى بقاع الأرض تقدّم ذلك الطعام الذي ظهر في إحدى الألعاب ذات الشعبية الجارفة، او سمّت اسم مشروعها نسبة الى تلك اللعبة ذات الصيت المرتفع؛ بهدف جذب قدر أكبر من المهتمين وخاصة من الفئات المواكبة من الشباب والمراهقين.
اما في عالم الموضة، تعدّت ألعاب الفيديو مرحلة الالهام العابر بأشواط كثيرة جدًا، حتى باتت بعض الألعاب تنافس -باسمها- بعض شركات الموضة؛ يأتي ذلك بسبب تعلّق الجمهور بكل ما يتعلق باللعبة التي يعشقونها، حتى يلجأ بعض محبي الشخصيات التي تظهر بتلك اللعبة الى تقمص هذه الشخصية عبر ما يسمى بالـ “كوسبلاي” فهذه المرحلة هي تجسيد حقيقي وواقعي للشخصية بتفاصيلها كافة، أما اذا أردنا عدم المبالغة بتلك الطريقة فهناك طرق أخرى يلجأ اليها اللاعبون للتعبير عن حبّهم للعبتهم؛ عبر اقتناء قميص، او بنطال، او حذاء فيه شيء من روح اللعبة، سواء بالتصميم، او الالوان، او المطبوعات.
وهنا يسعنا ان نذكر بأنّ شركة (نايكي) الأمريكية حققت أحلام كثيرة للاعبين بإصداراتها لأحذية “جوردن” و “اس بي دانك” التي تأتي دائمًا بإصدارات فريدة وإستثنائية، فعندما نأتي الى عالم العاب الفيديو، أصدرت نايكي بالتعاون مع (بلي ستيشن) و (ترافس سكوت) مغني الراب الامريكي، في عام 2020 نسختها الخاصة من حذاء دانك، والذي أُنتجَ منه 24 نسخة فقط.
بهذا السياق، نلتمس بأن العوالم الافتراضية، شكّلت واقعًا جديدًا باسلوب حياة متغير يوميًا، بتغيّر عالم الألعاب، فمنهم من صارت له مصدر رزق، ومنهم من كوّن صداقات عابرة للقارات غيّرت جزءًا يسيرًا من تشكيل حياته، والبعض الآخر يتبع المدرسة القديمة التي تؤمن بأن اللعبة لا تتعدى حد الترفيه وقضاء الوقت، لا اكثر.