حريق جديد يطال مبنىً تجارياً في الطالبية وفرق الإطفاء تفرض السيطرة

تضامن دولي مع العراق بفاجعة الكوت والأمم المتحدة تعرض المساعدة

بغداد -  قصي منذر

قدّم العراق، شكره للدول والمنظمات العربية والدولية التي عبّرت عن تضامنها وقدمت تعازيها في فاجعة حريق مدينة الكوت بمحافظة واسط، فيما أعلنت الأمم المتحدة استعدادها لتقديم الدعم والمساندة لتجاوز آثار الكارثة، وسط موجة واسعة من المواقف الإنسانية التي أكدت عمق الروابط مع العراق في هذا الظرف الأليم.  ولقي نحو 63 شخصاُ مصرعهم في حريق اندلع بمركز للتسوق في مدينة الكوت ليل الأربعاء الخميس، في وقت ودعت عائلات، أحبّاءها الذين قضوا في المكان. وقال مسؤولون إن (الكثير من الأشخاص قضوا اختناقا داخل الحمامات)، بينما أفاد اخرون بإن (خمسة من أقاربهم قضوا داخل مصعد). واندلع الحريق الأخير، في بلد غالبا ما يتم فيه التغاضي عن معايير السلامة، في وقت متأخر الأربعاء في مبنى هايبر ماركت الكورنيش المؤلف من خمسة طوابق. ولم يعرف سببه بعد، لكن أحد الناجين أكد إن (مكيّفا انفجر في الطابق الثاني وانتشر الحريق بسرعة في المبنى). من جانبه، قال مدير إعلام وعلاقات مديرية الدفاع المدني نؤاس صباح أمس إن (الحريق بدأ في الطابق الثاني المخصص للعطور ومواد التجميل)، مشيرا إلى إن (غالبية الضحايا كانوا في الطوابق العليا، بينما تمكن العديد من الموجودين في الطابق الأرضي من الخروج). وقال ياسر الملّة، الذي ذهب إلى مدينة النجف لدفن أقاربه، (وسط الرعب والشدة بدأ المواطنون يفرون إلى الأعلى بدلا من الأسفل)، مضيفا (إنها مصيبة). وأظهرت تسجيلات مصوّرة على الشبكات الاجتماعية، أشخاصا بينهم أطفال يقفون على السطح ويطلبون النجدة. وتنقّل علي كاظم (51 عاما) بين مركز التسوق والمستشفى الرئيس، حيث نُقل الضحايا، بحثا عن قريبه الذي فُقد مع زوجته وأطفالهما الثلاثة. وفي مركز التسوق، انتظر بقلق، بينما بحثت فرق الإنقاذ عن الضحايا تحت الأنقاض، حيث كانت سيارة إسعاف متوقفة في مكان قريب.  وقال إن (هاتف قريبه المحمول مغلق منذ بداية الحادث)، وأضاف إن (أفراد عائلته يحاولون الاتصال به ، دون جدوى، لا نعلم ماذا جرى لهم). على صعيد متصل، قدّم وزير الخارجية فؤاد حسين، شكر العراق للدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية التي أعربت عن تضامنها في فاجعة حريق مدينة الكوت، الذي أسفر عن عشرات الشهداء والمصابين.  وأكد حسين في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (هذه المواقف تعكس عمق العلاقات والروابط الإنسانية)، مجددا (التزام الحكومة باتخاذ الإجراءات لمنع تكرار مثل هذه الكوارث).من جهته، أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، استعداد المنظمة لتقديم الدعم الإنساني والمساندة لتجاوز آثار الفاجعة. كما توالت بيانات التعزية والتضامن من البرلمان العربي والولايات المتحدة وتركيا ولبنان ووروسيا، معربين عن (حزنهم العميق واستعدادهم للمساعدة. وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 63 شهيداً و40 مصاباً. في تطور، اخمدت فرق الإطفاء، حريقاً داخل مبنى تجارية بمنطقة الطالبية في بغداد دون إصابات بشرية.

وأشار بيان تلقته (الزمان) أمس إن  (الفرق تمكنت من السيطرة على حريق نشب داخل مبنى تجاري يتكون من ثلاثة طوابق، حيث يضم الطابق الأرضي محالًا تجارية، بينما يحتوي الطابقان العلويان على شقق للعمال يقع في منطقة الطالبية، وقد تم تغليفه بألواح الإليكابوند القابلة للاشتعال، ما يعد مخالفةً لتعليمات السلامة المعتمدة من قبل مديرية الدفاع المدني). وأوضح البيان إنه (تمت إحالة مخالفة البناية إلى الجهات القضائية المختصة وفقًا لقانون الدفاع المدني)، ومضى الى القول إن (الفرق قامت بالتدخل الفوري، حيث طوقت النيران وأجرت عمليات الاقتحام المباشر للدخول إلى وسط البناية، ما أفضى إلى السيطرة الكاملة على الحريق وانهائه دون تسجيل أي إصابات بشرية، بالإضافة إلى تقليل الأضرار المادية الناتجة عن الحادث).

تغطية ومقالات