صناعة الفوز في ظل أتكيت الظهور الإنتخابي.. خطوات جادة تحدث التغيير

فراس الحمداني

 

في ظل اجواء الاستعدادات المبكرة للحملات الانتخابية وساحة سياسية تعج بالتنافس والتحديات لا يكفي ان يمتلك المرشح برنامجا انتخابيا بل يجب ان يعرف كيف يعرضه وكيف يتحدث للناس وكيف يترك اثرا ايجابيا عندهم فالاتيكيت ليس فقط للمناسبات الرسمية ولا للبروتوكولات الدبلوماسية بل هو جزء لا يتجزأ من حياة المرشح اليومية ومن صورته العامة امام المجتمع

ولاجل التعرف على المزيد حول الموضوع كان لنا هذا الحوار المفصل مع المدربة والخبيرة في الاتيكيت والبروتوكول واتكيت الظهور الانتخابي نارين البازرگان التي وضعت بين ايدينا خارطة طريق للمرشح الذكي الباحث عن التأثير الحقيقي.

□  مدربة الاتكيت نارين بازركان اهلا وسهلا بك  .. بداية حدثينا .. ما هو الاتيكيت من وجهة نظرك ولماذا هو مهم في الحملات الانتخابية؟

ـ  اهلا بكم وشكرا جزيلا على هذه الفرصة القيمة لي معكم .. نعم الاتيكيت هو مجموعة قواعد تنظم سلوك الانسان في المجتمع وتساعده على الظهور بشكل حضاري يحترم نفسه ويحترم الآخرين وهو لا يقتصر على اللباس او المظهر بل يشمل طريقة الحديث والانصات والتصرف مع الاخرين وفي الحملات الانتخابية يتعرض المرشح لضغط شديد وظهور متكرر امام الجمهور وهنا يكون الاتيكيت ضروريا ليساعده على ضبط سلوكه والتصرف بحكمة ورقي.

□  كيف يؤثر سلوك المرشح على قرارات الناخبين؟

ـ الناخب لا يصوت فقط بناء على البرامج بل ايضا بناء على الانطباع الذي يأخذه عن المرشح لذلك اذا كان المرشح متعاليا او متسرعا او يفتقد اللباقة فإن ذلك ينعكس سلبا على صورته اما اذا كان هادئا ومهذبا ومتواضعا فهذا يبني جسورا من الثقة بينه وبين الناخب.

□  ما الاخطاء الاكثر شيوعا التي يرتكبها بعض المرشحين اثناء التواصل مع الجمهور؟

ـ كثير من المرشحين يظنون ان الكلام وحده يكفي لكن الواقع يقول غير ذلك هناك اخطاء مثل تجاهل الناس خلال المناسبات او مقاطعة المتحدثين او التحدث بنبرة عالية او الانشغال بالهاتف خلال اللقاءات ايضا تجاهل لغة الجسد والظهور المتوتر كلها تؤثر على الصورة العامة وتفقد الناس ثقتهم.

لغة الجسد

□  هل هناك نصائح محددة تتعلق بلغة الجسد اثناء الحملات الانتخابية؟

ـ نعم يجب على المرشح ان يحافظ على وضعية جسده بشكل مستقيم وان يستخدم يديه بشكل هادئ وغير مبالغ فيه وان يتجنب الايماءات السريعة او المتشنجة وان ينظر الى الجمهور بعينين مفتوحتين ووجه هادئ كما ان الابتسامة الصادقة لها تأثير قوي جدا وتمنح احساسا بالثقة والتقرب.

□  كيف يمكن للمرشح ان يتعامل مع الاسئلة المفاجئة او الانتقادات الحادة؟

ـ هنا يظهر دور الاتيكيت في ضبط النفس وعدم الرد بانفعال يجب ان يستمع المرشح للنقد او السؤال ثم يرد عليه بهدوء دون مقاطعة حتى لو كان السؤال مستفزا وعليه ان يظهر احتراما لمن امامه وان يوضح موقفه بلغة خالية من الهجوم الشخصي فطريقة الرد قد تكون اقوى من المضمون.

□  ما هي اهم صفات المرشح التي تعكس التزامه بالاتيكيت؟

ـ اللباقة والهدوء والصدق والتواضع والقدرة على الاستماع والتصرف باحترام مع الجميع بغض النظر عن مستواهم او خلفيتهم وايضا الالتزام بالمواعيد والاحترام الكامل للوقت والظهور بمظهر لائق يتناسب مع المناسبة.

□  هل هناك فرق في تطبيق الاتيكيت بين الرجال والنساء في الحملات الانتخابية؟

ـ نعم هناك تفاصيل صغيرة لكنها مؤثرة فمثلا المرأة يجب ان تراعي بعض الجوانب في مظهرها مثل اختيار ملابس مهنية انيقة بعيدة عن المبالغة والاهتمام بطريقة الجلوس والحديث بدون تصنع كما يجب ان تعبر عن رأيها بثقة ولكن بدون حدة اما الرجل فعليه ان يتجنب استخدام العبارات القاسية وان يكون هادئا ومتزنا في ردوده.

صناعة الفوز

□  ما هو برنامج صناعة الفوز الذي اشرفت على تدريبه وهل له علاقة باتيكيت الظهور الانتخابي؟

ـ برنامج صناعة الفوز هو برنامج تدريبي متخصص قمت من خلاله بتأهيل عدد من المرشحين والمرشحات للانتخابات البرلمانية وقد تم تصميمه ليكون شاملا لجميع المهارات التي يحتاجها المرشح للظهور بمستوى مهني وجاذب امام الجمهور يعتمد البرنامج بشكل كبير على مبادئ الاتيكيت والبروتوكول الحديث ويركز على تفاصيل دقيقة تبدأ من كيفية السلام والتعريف بالنفس مرورا بطريقة الوقوف والجلوس واستخدام نبرة الصوت والتعامل مع وسائل الاعلام وصولا الى اساليب الاقناع واستخدام لغة الجسد المناسبة في مختلف المواقف السياسية

البرنامج يتضمن ايضا تدريبات عملية وتمثيل ادوار وورش تطبيقية تساعد المرشح على التعامل مع التوتر ومع المواقف المفاجئة بطريقة لبقة ومهنية

الهدف الاساسي من البرنامج هو ان يصنع المرشح انطباعا قويا وايجابيا وان يعرف كيف يحافظ على صورته العامة وان يكسب ثقة الناخبين عبر سلوكه اليومي وليس فقط عبر وعوده الانتخابية

صناعة الفوز لا تعني فقط الحصول على الاصوات بل تعني بناء شخصية عامة متوازنة تحظى باحترام الناس حتى بعد انتهاء الحملة الانتخابية.

□  ما دور الفريق الاعلامي في تعزيز صورة المرشح من منظور الاتيكيت؟

ـ الفريق الاعلامي جزء اساسي من صورة المرشح ويجب ان يكون مدربا على التعامل الراقي مع الاعلام والجمهور وان يعرف كيف يهيئ الاجواء المناسبة لظهور المرشح بشكل احترافي كما ان عليهم مراقبة التفاصيل الصغيرة مثل الخلفيات التي يظهر فيها المرشح وطريقة الاضاءة والحديث في المؤتمرات.

□   هل يمكن للاتيكيت ان يساعد المرشح في بناء علاقات سياسية افضل؟

ـ نعم بالتأكيد لان الاتيكيت يعلم فن التواصل الذكي وفن الاستماع وفن الاختلاف باحترام وهذه كلها مهارات مهمة جدا في الحياة السياسية لانها تقلل من التوتر وتساعد في بناء تحالفات قائمة على الاحترام المتبادل.

□ ما اهمية الصدق في حديث المرشح وهل يعتبر جزءا من الاتيكيت؟

ـالصدق هو جوهر الاتيكيت لان الاتيكيت لا يعني التصنع بل هو طريقة لاظهار الاحترام والصدق اساس احترام الناس للمرشح فالوعود الفارغة تضر اكثر مما تنفع وعلى المرشح ان يعد فقط بما يستطيع تحقيقه وان لا يبالغ في رسم صورة مثالية لا يمكنه الوصول اليها.

□  ما الذي يجب على المرشح معرفته عن جمهور كل منطقة يزورها؟

ـ من اصول الاتيكيت ان يكون المرشح ملما بثقافة وعادات المنطقة التي يزورها وان يعرف بعض التفاصيل عن اهم مشكلاتهم وان يراعي طريقة الحديث معهم ويظهر اهتماما حقيقيا بهم فذلك يعزز العلاقة ويشعرهم بقيمتهم.

□  هل يمكن للمرشح ان يغير صورته السلبية عبر استخدام مهارات الاتيكيت؟

ـ نعم ولكن يحتاج الامر الى وقت والتزام حقيقي لان الاتيكيت لا يكون فعالا اذا تم استخدامه بشكل مصطنع او مؤقت يجب ان يتبنى المرشح هذه السلوكيات في حياته اليومية وان يظهر التغيير بشكل تدريجي ومستمر.

في نهاية هذا الحوار يتضح ان الاتيكيت ليس رفاهية ولا مجرد قواعد شكلية بل هو ضرورة حقيقية لكل من يسعى للتأثير والنجاح في الحياة العامة وخاصة في المجال الانتخابي فالصوت الانتخابي لا يُمنح فقط للوعود بل يُمنح لمن يعرف كيف يحترم الناس ويصغي إليهم ويتعامل معهم بذوق وثقة ولباقة

وإذا كان البرنامج الانتخابي هو ما يقوله المرشح فإن الاتيكيت هو الطريقة التي يقول بها ذلك وما يتركه من انطباع في نفوس الناس ..

 شكرا لمدربة اتكيت الظهور الانتخابي نارين البازركان

التي استخلصنا من كلامها إن بناء صورة انتخابية ناجحة يبدأ من احترام التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق الكبير